أعلن الدكتور هيثم الهاشمي، مدير مشروع ترميم قلعة حلب، عن بدء أعمال الترميم والتأهيل لأجزاء من القلعة التاريخية. تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة "لعيونك يا حلب"، وبميزانية تقدر بـ 320 ألف دولار، تحت إشراف شركة الحسن الدولية المنفذة للمشروع.
أوضح الهاشمي أن المشروع يتجاوز الترميم المعماري ليشمل تطوير البنية التحتية والخدمات. سيتم إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه، وتحسين البنية التحتية والتجميل البصري بما يتماشى مع القيمة التاريخية والسياحية للقلعة. كما سيتم تركيب نظام مراقبة بالكاميرات الحديثة لتعزيز الأمن.
تشمل الأعمال أيضًا تنظيفًا شاملاً وإزالة النفايات والركام، وصيانة الأبواب الناقصة، ووضع لوحات إرشادية لتنظيم حركة الزوار وتخفيف الازدحام. وأضاف أن خطة التجميل المحيطة بالقلعة تتضمن زراعة أشجار الزيتون والفستق الحلبي والغار، لما لها من رمزية تراثية في المدينة وقدرة على مقاومة الجفاف، مما يمنح الموقع طابعًا مرتبطًا بهوية حلب.
أكد الهاشمي على أهمية المشروع كرسالة أمل وصمود، مشيرًا إلى أن الهدف هو استعادة مكانة القلعة كمعلم تاريخي وسياحي بارز، وتوفير بيئة آمنة ومناسبة للزوار. وأشار إلى أن اختيار الأشجار يعكس ارتباط الحلبيين بتراثهم الزراعي العريق.
تُعد قلعة حلب من أقدم القلاع في الشرق الأوسط، ويعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهي مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد تعرضت لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب أثرت على بنيتها ومعالمها الأثرية.
ختم الهاشمي بالتأكيد على أن بدء أعمال الترميم الجديدة يمهد الطريق لإعادة فتح القلعة أمام السياح والزوار، لتظل رمزًا لصمود مدينة حلب وذاكرتها التاريخية.