انتقد بكر غبيس، رئيس منظمة «مواطنون من الجالية السورية الأميركية في الولايات المتحدة»، التظاهرة التي شهدتها مدينة السويداء يوم أمس، معتبراً إياها "اختطافاً لإرادة أهل المحافظة من قبل فصيل أو مجموعة صغيرة تمثل رأياً شاذاً عن طبيعة أهالي السويداء".
وكشف غبيس أن السيدة التي اعتلت المنصة وطالبت بانفصال السويداء عن الدولة السورية ليست سورية، بل أردنية، مشيراً إلى وجود إحجام من الأصوات الوطنية عن التحدث. واستغرب غبيس كيف تحدثت تلك السيدة باسم المجتمع الدرزي، مندداً برفع العلم الإسرائيلي خلال التظاهرة.
وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح غبيس أن التظاهر في سوريا حق محفوظ، مؤكداً أنه لم يجرِ قصف أو تضييق على التظاهر قبل أو بعد أحداث السويداء. ولفت إلى أن الملاحظ في التظاهرة هو أن من ألقوا الخطابات شُهرت بينهم سيدة تكلمت باسم السوريين وهي غير سورية، معرباً عن استغرابه من أنها "وبكل جرأة تتحدث باسم السوريين وهي غير سوريّة وانما أردنية ولديها أجندة خاصة بها وغريبة عن المجتمع السوري الدرزي".
وتساءل غبيس: "كيف تتحدث باسم السوريين وتطالب بما طالبت به؟!". وأضاف أنه لم يُشاهد أي صوت من الأصوات الوطنية السورية يتكلم ويتصدر التظاهرات، معتبراً ذلك دليلاً على وجود إحجام من الأصوات الوطنية المعروفة عن المشاركة في تظاهرة كهذه. وتابع: "بالتالي هذا دليل على أن هذه التظاهرة لا تمثل أهالي السويداء بشكل عام وانما تمثل تياراً واحداً ينادي بالانفصال قبل اندلاع أحداث السويداء وبعدها، مشيراً إلى "حزب اللواء وغيره، والذي كان متناغماً مع أجندات شبيهة بأجندة "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" حتى قبل سقوط نظام بشار الأسد البائد".
وأشار رئيس منظمة «مواطنون من الجالية السورية الأميركية في الولايات المتحدة» إلى أن المطالبة بفتح معابر من السيدة التي كانت تتحدث خلال التظاهرة هي "دليل على أنه يوجد انفصال كامل عن السياسة والإرادة الدولية في المنطقة التي ترفض دولها كلياً هذه المطالبات". وأضاف: "هناك نفي كامل من دول المنطقة لوجود أي فكرة بفتح أي معابر دولية مع السويداء"، موضحاً أن الطريق إلى المحافظة مفتوح والمساعدات تدخل إليها.
واعتبر غبيس أن تظاهرة أمس في السويداء هي "اختطاف لإرادة أهل المحافظة من فصيل أو مجموعة صغيرة تمثل رأياً شاذاً عن طبيعة أهالي السويداء وتستغل الأحداث وتصعد وترفع العلم الإسرائيلي بكل صفاقة وبشكل غريب عن المجتمع السوري، مضيفاً: "هناك جرأة واستهتار بالقرار الوطني واختطاف سافر لإرادة السوريين وتحدٍّ سياسي جديد".
وشدد غبيس على أنه يجب أن تكون هناك محاسبة وتوثيق للأصوات التي تنادي بارتكاب الجرائم والتحريض على ارتكاب العنف، موضحاً أن الإنسان عندما ينادي بالانفصال ويرفع علم الأجنبي فهذا يعني تحريضاً على العنف والاشتباك العسكري بين الدول، وهو ما يجب ملاحقته قانونياً ومحاسبته.