الثلاثاء, 22 أبريل 2025 01:31 PM

بين فخامة الفنادق وخيام النزوح: افتتاح "سميراميس" يثير جدلاً حول أولويات سوريا

بين فخامة الفنادق وخيام النزوح: افتتاح "سميراميس" يثير جدلاً حول أولويات سوريا

بينما تتفاقم معاناة النساء الحوامل في مخيمات شمال غرب سوريا، وتشتد الأزمة المعيشية، افتتح وزير السياحة فندق "رويال سميراميس" ذو الخمس نجوم في دمشق، وسط احتفال رسمي فاخر.

حضر الافتتاح وزراء النقل والاتصالات، ومعاونو وزراء، وسفراء، ورجال أعمال، في مشهد ي contrast بشكل صارخ مع الواقع اليومي للمواطن السوري.

صرح وزير السياحة بأن افتتاح الفندق هو "باكورة الافتتاحات الجديدة المقررة خلال الفترة القادمة"، مؤكداً على "المواصفات العالمية" للفندق، في حين يقتصر استفادة المواطن العادي على رؤية واجهاته.

أشار الوزير إلى "تسهيلات لجذب المستثمرين"، مثل "النافذة الواحدة" وتعديل قانون الاستثمار والإعفاءات الجمركية والضريبية، في وقت يئن فيه المواطن من الضرائب المتزايدة.

وعن المشروعات المتعثرة، أوضح الوزير أنه "يتم العمل على معالجة المعوقات"، دون تحديد ما إذا كانت تشمل انقطاع الكهرباء وانهيار القدرة الشرائية وتقنين المياه.

طموح الوزير يتجاوز الواقع، حيث يتوقع أن يرتفع عدد السياح إلى خمسة ملايين خلال العام القادم، متجاوزاً بذلك معاناة المناطق المنكوبة.

كما أشار إلى "ملتقى استثمار سياحي قريب" لجذب المستثمرين، مما قد ينعش قطاع الضيافة.

من جانبه، اعتبر مدير عام الفندق أن الافتتاح ضروري "بعد التغيير الذي شهدته البلاد وقدوم العديد من الوفود الأجنبية والعربية إلى سورية"، وهو ما قد لا يراه الكثيرون.

يضم الفندق 118 غرفة وجناحاً مطلة على معالم دمشق، بينما تعيش آلاف العائلات في مخيمات دون نوافذ.

يحتوي الفندق على مطاعم متنوعة ونادٍ رياضي ومسبح وقاعات للاجتماعات، بالإضافة إلى "نادي الرحّالة" المخصص للسفراء ورجال الأعمال.

فندق سميراميس الأصلي كان معلماً ثقافياً وسياحياً في الخمسينيات، واليوم يعود كرمز لما يمكن أن يكون، في بلد يعاني من الدمار ونقص الخدمات.

في الشمال السوري، تتفاقم مأساة النساء الحوامل في المخيمات بسبب نقص الرعاية الطبية، بينما تنعقد الاجتماعات في "نادي الرحالة".

السؤال المطروح: هل يكفي تحسين صورة البلد في عيون الزائرين، بينما يعاني الكثير من أبنائه من نقص مقومات الحياة الأساسية؟

مشاركة المقال: