الخميس, 27 نوفمبر 2025 07:50 PM

تجربتي مع وزارة الداخلية في سوريا الجديدة: من التحديات إلى الإيجابية

تجربتي مع وزارة الداخلية في سوريا الجديدة: من التحديات إلى الإيجابية

ا.د. جورج جبور

في خريف 1960 وحتى صيف 1961، كنت معاون النيابة الأدنى رتبة مكلفًا بمراقبة الوضع في السجون. رغبت بشدة في الاطلاع على أحوال السجن، وقد أيدني وشجعني رئيس النيابة، وقام بما يلزم لدى وزارة الداخلية، أي المحافظ، الذي كان آنذاك السيد ع ج.. لكن لم يصل أي رد من المحافظ، أي من وزارة الداخلية، ولم أتمكن من الاطلاع على أحوال السجن، فقد حيل بيني وبين واجبي.

دائمًا ما أدخل إلى وزارة الداخلية بحذر، بل وبوجل. تلك هي خبرتي المكتسبة، على الرغم من وجود العديد من الأصدقاء في الوزارة التي هي أساسًا وزارة حفظ الأمن.

اليوم، ذهبت إلى مجمع يلبغا للحصول على بيان عائلي. وصلت إلى المسؤول، الذي لبى طلبي بسرعة مدهشة، وأصبحت الوثيقة بين يدي. قال: "تحتاج الوثيقة إلى تدقيق". ربما بدا عليّ القلق من الازدحام، أو ربما لاحظ الشاب المهذب ذلك، فأخذ البيان بسرعة، ودققه، وأعطانيه. سررت بذلك.

هذه هي وزارة الداخلية التي خبرتها اليوم. ثم قرأت مؤخرًا في شاشة الإخبارية السورية عن مدونة سلوك لموظفي الأمن.

وها أنا في المكان المناسب. لم لا أحاول الحصول على نسخة من المدونة؟ سألت عن مديرية العلاقات العامة، وسريعًا ما كنت أمام مديرها، الذي استقبلني أحسن استقبال. هو حقوقي وأنا كذلك. سألته عن المدونة، فأحالني إلى مواقع لا أعرفها. قلت إنني واتسي، ولم يصلني من الثورة الرقمية إلا "علم الواتس". أخذ رقم الواتس، ومضت بضع ساعات ولم تصل المدونة بعد، لكنني أشعر أنها ستصل.

ذهبت اليوم مضطرًا إلى مكان مزدحم لا أذهب إليه إلا مرغمًا، وعدت راضيًا. سأسر إذا شاءت الظروف أن أعود إلى ذلك المكان، وأثق بأنني سأعود راضيًا.

الكاتب: معاون النيابة العامة في اللاذقية: 1960– 1961

مساء الأربعاء 26 تشرين الثاني 2025

(أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: