الأحد, 27 يوليو 2025 01:37 PM

تحذيرات من مجاعة في غزة: الإمارات تستأنف فورا إسقاط المساعدات جواً

تحذيرات من مجاعة في غزة: الإمارات تستأنف فورا إسقاط المساعدات جواً

في ظل التحذيرات المتزايدة من خطر المجاعة في قطاع غزة، أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، عن استئناف دولة الإمارات لعمليات إسقاط المساعدات جواً على القطاع المحاصر.

وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في منشور على منصة “إكس” إلى أن “الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مرحلة حرجة وغير مسبوقة”، مؤكداً على مواصلة إيصال الدعم الإغاثي براً وجواً وبحراً، واستئناف عمليات الإسقاط الجوي على الفور.

يأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه القطاع نقصاً حاداً في الغذاء والضروريات الأساسية، وسط تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر المجاعة الوشيك.

وكانت إسرائيل قد فرضت حصاراً إنسانياً على غزة مطلع آذار/ مارس، عقب هجوم حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مما أدى إلى نقص حاد في الأغذية والأدوية والسلع الأساسية.

وعلى الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من خطر المجاعة، إلا أن إعلان المجاعة رسمياً يتطلب معايير محددة وأدلة علمية، وهو أمر صعب التحقيق حالياً بسبب صعوبة الوصول إلى القطاع والتنقل فيه في ظل الحصار الإسرائيلي.

ما هي المجاعة؟

تعرف المجاعة بموجب مقاييس دقيقة تستند إلى مؤشر “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC)، وتعتبر المرحلة الخامسة والأشدّ، وتتميز بـ “الحرمان الشديد من الغذاء”. وتحدث عند بلوغ ثلاث عتبات: مواجهة 20% من الأسر نقصا حادا في الغذاء، معاناة 30% من الأطفال سوء التغذية الحاد، ووفاة شخصين بالغين من كل عشرة آلاف يوميا نتيجة للجوع أو سوء التغذية والمرض.

ما هو الوضع في غزة؟

أكدت أماند بازيرول من منظمة أطباء بلا حدود على صعوبة إجراء التحقيقات اللازمة لتوصيف المجاعة رسمياً، بسبب استحالة معاينة السكان وتقييم حالتهم الصحية. وأشار جان رافايل بواتو من منظمة “العمل ضد الجوع” إلى أن التنقلات المتواصلة للسكان وصعوبة الوصول إلى المناطق الأكثر عرضة لنقص الغذاء تعقد الأمور.

وأوضح نبيل طبال من منظمة الصحة العالمية أن هناك صعوبات في الحصول على البيانات والمعلومات الموثوقة، مشدداً على الحاجة الماسة للاستناد إلى بيانات موثوقة لتقييم الوضع.

وتشير المؤشرات المتوافرة إلى صورة مقلقة عن الوضع الغذائي في القطاع، حيث حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أن نسبة كبيرة من السكان تتضور جوعاً. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها يعانون سوء التغذية الحاد، متهمة إسرائيل باستخدام الجوع “سلاح حرب”.

وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن حوالى ثلث سكان القطاع “لا يأكلون لأيام”، مشيراً إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير. وأكد أحد مستشفيات غزة وفاة 21 طفلا خلال 73 ساعة جراء سوء التغذية والجوع.

وتفيد المنظمات غير الحكومية بأن شاحنات المساعدات القليلة التي تدخل القطاع يوميا تتعرض للنهب، وهي غير كافية لسد حاجات أكثر من مليوني نسمة.

هل ما يزال من الممكن تفاديها؟

دعت منظمات غير حكومية دولية إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. غير أن المنظمات تندد بالقيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل، وتنتقد نظام التوزيع الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”.

واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص في غزة منذ نهاية أيار/مايو أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية.

وترى فرنسا أن “خطر المجاعة” في غزة هو “نتيجة الحصار” الذي تفرضه إسرائيل، بينما يرد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر بأنه “ليس هناك في غزة اليوم مجاعة تسببت بها إسرائيل”، متهماً حركة حماس بمنع توزيع المساعدات وبنهبها، وهو ما تنفيه الحركة.

ويرى البعض أن الجدل حول إعلان المجاعة لا معنى له إزاء الوضع الطارئ والحاجات الملحة. ويؤكد جان مارتان باور من برنامج الأغذية العالمي أن إعلان المجاعة يأتي بعد فوات الأوان، حيث تكون أزهقت أرواح كثيرة.

مشاركة المقال: