الثلاثاء, 17 يونيو 2025 06:34 PM

تحركات دبلوماسية تركية مكثفة وسط تصاعد التوتر الإسرائيلي الإيراني: هل تستهدف إسرائيل تركيا؟

تحركات دبلوماسية تركية مكثفة وسط تصاعد التوتر الإسرائيلي الإيراني: هل تستهدف إسرائيل تركيا؟

محمد نور الدين

في اتصال هو الثاني من نوعه بينهما منذ بدء الحرب بين إسرائيل وإيران، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الأميركي دونالد ترامب دعوته إلى ضرورة وقفها، فيما كثف وزير الخارجية، حاقان فيدان، حراكه الدبلوماسي واتصالاته في هذا الإطار.

وذكرت صحيفة «تركيا» الموالية أن الاجتماعات الأمنية التي يعقدها المسؤولون الأتراك «تركز على نقطة ما إذا كانت تركيا تشكل هدفاً فعلياً لإسرائيل».

ووفقاً للأستاذ في العلاقات الدولية، مسعود حقي قاشين، فإن تل أبيب تعمل على تدمير قواعد القانون الدولي، وتسعير الحرب الدينية، وتوسيع نطاقها لجر باكستان وتركيا إليها، في موازاة سعيها إلى «تغيير الحدود السياسية للدول».

ويقول قاشين إن «إسرائيل تعمل ضمن تحالف ثلاثي، يضمها إلى الهند وقبرص اليونانية، كما تريد استخدام حزب العمال الكردستاني. وإذا نجحت تركيا في عملية التصالح مع الأكراد، تكون قد اتخذت خطوة بالغة الأهمية على طريق إفشال المخططات الإسرائيلية تجاهها».

ويلفت الخبير الأمني جوشكون باشبوغ، من جهته، إلى أن «تركيا وضعت نصب أعينها أن تكون دولة عالمية لها طموحاتها، ولكن الإرهاب (الكردي) كان العقبة الأكبر أمامها. من هنا، فإن المصالحة مع الأكراد هي خطوة في الاتجاه الصحيح».

ويضيف إن «تركيا لم تُفكَّك ولم تُقسَّم، ولكنها تأثرت كثيراً بالإرهاب الذي استنزف قواها». ورغم أن إيران «تخوض معركة حقيقية بعد الهجمات الإسرائيلية عليها»، فإن باشبوغ يرى أن «إسرائيل لا تزال تعتقد بأن التهديد الحقيقي لها هو تركيا».

وفي «جمهورييات»، يكتب محمد علي غولر إن «إيران ليست نمراً من ورق، فقد قاومت كل أنواع الحصار والهجمات منذ 40 عاماً. ومن الأمثلة على ذلك، ما تفعله إسرائيل عندما تحاول الرد على صاروخ إيراني.

وهي تفعل ذلك عبر ثلاثة خطوط: الأول، أنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية والطائرات الأميركية في العراق، والطائرات الحربية الفرنسية في الإمارات، وتفعّل أميركا حاملة طائراتها كارل فينسون وسفنها المدمّرة؛

الثاني: في حال عبور الصاروخ الإيراني الخط الأول، يتم تفعيل السفن البحرية الأميركية في المتوسط، والطائرات وأنظمة الصواريخ الأميركية في الأردن والطائرات الأردنية والطائرات البريطانية في قواعد قبرص وكلها لاعتراض طريق الصاروخ؛

الثالث: إذا عبر الصاروخ الإيراني الخط الثاني، يتم تفعيل صواريخ آرو (السهم) الإسرائيلية على بعد 2000 كيلومتر ومن ثم على بعد 1500 كيلومتر، وصولاً إلى 500 كيلومتر. ومن ثم يتم تشغيل نظام مقلاع داود وأخيراً القبة الحديدة».

يطالب «حزب الرفاه» بإغلاق رادار «كوريجيك»، ووضع اليد على قاعدة «إينجيرليك»

لكن الأمر لا يقف عند هذا الحدّ؛ فإسرائيل تستخدم المجال الجوّي السوري أيضاً، فيما يبدو أنّ رادار «كوريجيك» قرب ملاطيا، يقدّم بيانات معلومات واستكشاف ورصد واسعة للأميركيين، وهؤلاء ينقلونها مباشرة إلى الإسرائيليين. والجدير ذكره، هنا، أنّ زعيم «حزب الرفاه من جديد»، فاتح إربكان، كان طالب بإغلاق رادار «كوريجيك»، ووضع اليد على قاعدة «إينجيرليك»، ووقف تصدير النفط الآذربيجاني إلى إسرائيل عبر تركيا، معتبراً أنّ المسؤولين «لا يجرؤون على اتّخاذ مواقف حازمة بسبب خوفهم من فقدان السلطة».

وبالعودة إلى حديث غولر، فهو يلفت أيضاً إلى أنّ الأردن وقّع، قبل ساعات من الهجوم الإسرائيلي على إيران، اتفاقاً مع «حلف شمال الأطلسي»، وفتح مجاله الجوّي للطائرات الإسرائيلية، لكنه كان يغلقه عندما تهاجم إيران إسرائيل. ويخلُص الكاتب إلى القول، إنه «باختصار، ورغم كل هذه الشبكة من الحلفاء المؤيّدين لإسرائيل، فإنّ إيران القادرة على ضرب تل أبيب من مسافة 2000 كيلومتر، ليست نمراً من ورق كما يُدّعى، بل على العكس، هي دولة نموذجية حقّقت نجاحاً في مجال التسلّح الوطني، رغم الحصار الغربي المستمرّ منذ 40 عاماً».

ويكتب آيدين أونال، بدوره، في «يني شفق»، إنّ «فكرة أنّ اسرائيل قوية ولا تقهر ولا تُمسّ، انهارت في غضون أيام. الدخان يتصاعد من الأنقاض والقتلى أكبر بكثير من الأعداد الرسمية والخوف يسود بين الناس. ومع انهيار المباني في إسرائيل، انهارت المعنويات كما انهارت القبة الحديدية».

ويضيف إنّ «قصة المظلومية والضحية اليهودية، انهارت رغم إنفاق مليارات الدولارات. لقد رأى العالم أنّ إسرائيل خنجر مغروز في قلب السلام في الشرق الأوسط. مجتمع أعمى ظالم لا يرحم، مريض ومبيد وفاشي. لقد دُمّرت صورة إسرائيل. انهارت كذبة أنّ إسرائيل دولة مسالمة وحديثة وعلمانية، كما انهارت القيم التي بناها الغرب حول الديموقراطية… المجتمع الإسرائيلي متعصّب وأناني».

ويرى أونال أنّ إسرائيل لن تهاجم تركيا، «لأنها الدولة الأشدّ والأقوى في مواجهتها»، داعياً بلاده إلى «التنبّه لما تحوكه إسرائيل لأتراك آذربيجان الإيرانية، ولأكراد إيران ولأكراد سوريا، وأن تتابع بعناية ما تخطّط له».

ويتابع: «بعد انتهاء الحرب، ربّما تعامل إيران أتراكها وأكرادها بطريقة مختلفة. ولكن على تركيا أن تُشعر إيران بأنها هي الحامية لأتراك وأكراد المنطقة.

كما يجب اتخاذ تدابير لمنع وقوع هذه الشعوب في حبائل إسرائيل». وينتهي الكاتب إلى القول إنّ «استخدام إسرائيل للأكراد السوريين في الهجمات على إيران، أمر جديد وصعب، على تركيا أن تواجهه. ويجب إيجاد نهاية لمشكلة أكراد سوريا ضمن وحدة الأراضي السورية. وكل تأخير في ذلك يشكّل مزيداً من الخطر الأمني على تركيا».

أمّا مصطفى قره علي أوغلو فيعتبر، في صحيفة «قرار»، أنه «من المؤسف ألّا تبادر الدول الإسلامية إلى تشكيل خليّة من عدّة دول لتدافع عن إيران. وهي لم تفعل ذلك من قبل بالنسبة إلى غزة. فإسرائيل من دون الولايات المتحدة لا تستطيع أن ترفع رأسها من الملاجئ. إسرائيل تقتل وتدمّر فقط بفضل الدعم الأميركي. ليس من مشكلة أكبر للمنطقة من إسرائيل. وأخطر شيء أن تكتسب إسرائيل الشجاعة وتوسّع نفوذها».

مشاركة المقال: