أكد مصدر خاص لموقع سوريا 24 أن مديرية الأمن الداخلي في مدينة حلب فتحت تحقيقاً داخلياً في حادثة تعرّض طبيبة سورية لمضايقة من قبل عناصر أمنيين في دورية ميدانية.
وبحسب المصدر، فقد تم استدعاء المجموعة الأمنية المعنية بالحادثة، وكُلِّفت لجنة خاصة بالتواصل المباشر مع الطبيبة والاستماع إلى تفاصيل ما جرى، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق أي عنصر يثبت تجاوزه أو إساءته لمهامه الوظيفية.
وجاء ذلك بعد انتشار منشور لطبيبة تُدعى هيا على حسابها الشخصي على فيسبوك، تحدثت فيه عن تعرّضها لملاحقة لفظية ومضايقة من قبل سيارة شرطة أثناء وجودها برفقة ابنتها في سيارتها الخاصة، قرب دوار البولمان وسط مدينة حلب.
وكتبت الطبيبة في منشورها أن سيارة تحمل شعار الأمن العام – حكومة الإنقاذ، بدأت بملاحقتها وسط الزحام، مطلقة أضواء التنبيه، دون وجود مبرر أو محاولة توقيف رسمية. وأضافت: “في البداية اعتقدت أنهم يطاردون مشتبهاً به، لكن سرعان ما بدأت السيارة الأمنية بالاقتراب وإطلاق عبارات مسيئة من داخلها، دون مبرر”.
وأكدت أنها واجهت العناصر من نافذة سيارتها، مطالبة بتوضيح سلوكهم، لكنها تلقت شتائم وتهديدات، مشيرة إلى أن السيارة كانت تقل أكثر من عنصر، وليس مجرد تصرف فردي.
وأوضحت أنها تمكنت من توثيق الحادثة عبر التقاط صورة لأحد العناصر داخل السيارة، وأخرى للّوحة المرورية الخاصة بها.
المنشور أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات شعبية وحقوقية بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوز.
ورغم أن الجهات الأمنية لم تصدر بياناً رسمياً حتى اللحظة، إلا أن التأكيد بفتح تحقيق من قبل مصدر خاص يعطي إشارات إلى تحرّك رسمي لمعالجة الموقف.
ويرى متابعون أن هذه الحادثة تسلّط الضوء على أهمية تأهيل العناصر الأمنية وتدريبهم على قواعد التعامل مع المدنيين، وضبط سلوك الدوريات، لتفادي أي انتهاكات أو إساءات قد تسيء إلى صورة المؤسسة الأمنية ككل.
وتبقى الأنظار موجّهة إلى نتائج التحقيق، ومدى التزام الجهات المعنية بمبدأ الشفافية والمساءلة، بما يعزز ثقة المواطنين ويضمن احترام كرامتهم.