كشف تحقيق صحفي نشرته منصة "تأكد" عن تفاصيل مثيرة حول اتفاقية مذكرة تفاهم بقيمة 10 ملايين دولار، أبرمتها محافظة حلب بهدف دعم مشاريع البنية التحتية وصيانة الطرق. التحقيق أظهر أن الطرف الآخر في الاتفاقية هو منظمة غير موجودة فعلياً.
الصفقة، التي أُعلن عنها عبر الصفحة الرسمية للمحافظة، أثارت شكوكاً واسعة حول هوية ومصداقية القائمين عليها.
منظمة "IOHR": وجود افتراضي ومزاعم كاذبة
المنظمة الموقعة على الاتفاقية، والتي تحمل اسم "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين" (IOHR)، زعمت في إعلانها أنها منظمة غير ربحية مرخصة في الولايات المتحدة وتعمل تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، كشفت عمليات البحث في قواعد البيانات الرسمية الأمريكية، مثل مصلحة الضرائب (IRS) ومنصات الرقابة على الجمعيات الخيرية مثل "Charity Navigator" و"Guidestar"، عن عدم وجود أي سجل للمنظمة، مما يؤكد أنها كيان وهمي.
شخصيات بـ"تاريخ" مثير للجدل
لم يقتصر التحقيق على المنظمة فقط، بل امتد ليشمل الأشخاص الذين يمثلونها. فمروان كنجو، الذي وقع الاتفاقية بصفة "المفوض السامي للجمهورية العربية السورية"، معروف بإدارته لمنظمات محلية مرتبطة بالنظام السوري البائد. أما الأمين العام للمنظمة، فريدريك شولمان، فله تاريخ جنائي في الولايات المتحدة، حيث أُدين بتهمة التآمر لارتكاب احتيال عبر الأسلاك وحُكم عليه بالسجن.
واجهة رقمية ضعيفة
المزيد من الدلائل على عدم مصداقية المنظمة ظهر في وجودها الرقمي. موقعها الإلكتروني يفتقر إلى المحتوى الحقيقي، ويستخدم صوراً عشوائية ومضللة، بالإضافة إلى رقم هاتف افتراضي عالي المخاطر، مما يشير بوضوح إلى أنها ليست مؤسسة حقيقية بل مجرد واجهة ورقية للاحتيال.
يُعد هذا الكشف بمثابة تحذير من خطورة التعامل مع كيانات غير موثوقة، ويؤكد على ضرورة التحقق من سجلات ومصداقية أي منظمة قبل توقيع اتفاقيات رسمية، خاصةً عندما تكون بمبالغ ضخمة مخصصة لمشاريع حيوية.
زمان الوصل