الأحد, 28 سبتمبر 2025 12:43 AM

تحولات في المزاج الشعبي السوري: من العداء لإسرائيل إلى إعادة تقييم الأولويات

تحولات في المزاج الشعبي السوري: من العداء لإسرائيل إلى إعادة تقييم الأولويات

يرى خطيب بدلة أن المزاج الشعبي المعادي لإسرائيل قد تغير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويتساءل عما إذا كان هذا التغير مؤقتًا أم دائمًا، مرجحًا أنه مرتبط بالظروف الصعبة التي مرت بها سوريا.

في فترات الاستقرار، كان الاعتقاد السائد لدى غالبية السوريين هو أن إسرائيل هي العدو الأكبر والأخطر. لكن مع اندلاع الثورة السورية، بدأت التوازنات والأمزجة تتغير، واكتشف السوريون أعداء آخرين لم يكونوا في الحسبان. وأصبح الثائرون يقارنون بين عدد السوريين الذين قتلوا على يد الإسرائيليين في الحروب السابقة، وبين الأعداد الهائلة التي قتلت على يد قوات نظام الأسد، ليجدوا أن ضحايا إسرائيل أقل عددًا، ومعظمهم من العسكريين، بينما أغلب ضحايا نظام الأسد كانوا من المدنيين. وبذلك، صنف قطاع واسع من الشعب نظام الأسد في المرتبة الأولى بين الأعداء.

في بداية الثورة، انتشرت أخبار عن مشاركة قوات إيرانية في قمع الثورة إلى جانب قوات النظام، وظلت هذه الأخبار غير واضحة حتى عام 2012، عندما بدأ تدخل قوات "حزب الله" التابعة لإيران علنًا في قتال الثائرين، بعد أن وصفهم حسن نصر الله بـ"التكفيريين". شكل هذا صدمة كبيرة لجمهور واسع كان يؤيد "حزب الله" ويهتف له، ويعتبره "قائد المقاومة" ضد إسرائيل.

بدأت حدة العداء لإسرائيل تخف، بينما زاد الامتنان لها بعد عملية "طوفان الأقصى"، عندما بدأت باغتيال قادة "الحرس الثوري الإيراني" في سوريا ولبنان، وتحطيم كبرياء "حزب الله" وتصفية قادته. حتى موقف المؤيدين لحركة "حماس" بدأ يتغير، خاصة بعد انتشار فيديو لأحد قادتها يشيد بقاسم سليماني، قائد "الحرس الثوري الإيراني"، معتبرًا إياه شهيد القدس.

ويشير الكاتب إلى أن المزاج الشعبي السوري تجاه إسرائيل قد شهد تحولًا كبيرًا بعد وصول "هيئة تحرير الشام" إلى السلطة في أواخر عام 2024. فخلال تقدم قوات "ردع العدوان" نحو دمشق، كان بإمكان الطيران الإسرائيلي إبادتها، لكنه لم يفعل. وبعد وصولهم إلى السلطة، أغارت إسرائيل على مراكز الجيش السوري ودمرتها بالكامل، مما جعل مهادنة إسرائيل تبدو اضطرارية، وتحولت فكرة مواجهتها عسكريًا إلى فكرة خيالية.

مشاركة المقال: