في ظل جائحة كورونا والتحديات الاقتصادية، شهدت معدلات التطعيم في لبنان انخفاضاً ملحوظاً. تسعى وزارة الصحة، بالتعاون مع شركائها الدوليين مثل اليونيسف، إلى إعادة رفع هذه المعدلات من خلال تكثيف الجهود وتوعية المجتمع بأهمية اللقاحات.
أكد وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين على التزام الوزارة الراسخ بصحة الأطفال، مشيراً إلى أنهم مستقبل الوطن ويستحقون أفضل رعاية صحية ممكنة. وشدد على أهمية دعم القطاع العام الصحي وتعزيز قدرات المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية لضمان حصول كل طفل على حقه في الرعاية الجيدة.
من جهتها، أوضحت مسؤولة برنامج الصحة في اليونيسف لبنان، فرح مظلوم، أن الأزمات المتتالية والضغوط المعيشية والاقتصادية أثرت على إقبال اللبنانيين على التطعيم. كما أشارت إلى نقص المعرفة بتوافر خدمات التطعيم المجانية في أكثر من 600 مركز رعاية صحية أولية ومستوصف تابع لوزارة الصحة العامة، بالإضافة إلى المعلومات الخاطئة المتداولة حول اللقاحات.
أكدت مظلوم أن اللقاحات الروتينية المتوافرة منذ أكثر من 100 عام، والتي تؤمنها وزارة الصحة العامة، خضعت لأبحاث مكثفة وثبت أنها تنقذ حياة الملايين من الأطفال. وشددت على أن اللقاحات تعد من أكثر الإجراءات الصحية العامة فاعلية على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بالجدل الدائر حول علاقة اللقاح بالتوحد، أوضحت مظلوم أن الدراسات العلمية أثبتت عدم صحة هذه الادعاءات، وأن اللقاح آمن وفعال في حماية الأطفال والراشدين.
أكدت مظلوم أن اللقاحات التي تؤمنها وزارة الصحة العامة في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات آمنة وفعالة ومجانية، وتخضع لمعايير منظمة الصحة العالمية. وأشارت إلى أن اليونيسف تدعم الوزارة منذ 70 عاماً في تأمين اللقاحات عالية الجودة.
لا تزال هناك حاجة إلى الوصول إلى جميع الأطفال من خلال برنامج التحصين في وزارة الصحة العامة، وتكثيف الجهود لتعزيز معدلات التطعيم. تلعب البلديات والمدارس والحضانات والأطباء في القطاع الخاص والهيئات الصحية دوراً جوهرياً في هذا المجال. وتتعاون اليونيسف مع وزارة الصحة العامة لتطوير جودة الخدمات في نظام الرعاية الصحية الأولية وبناء ثقة المواطنين فيه. كما يجري التعاون مع الصليب الأحمر اللبناني للوصول إلى المناطق النائية وتوفير اللقاحات للفئات الأكثر هشاشة.
وشددت مظلوم على أهمية نشر الوعي بين الأهل والتحقق من مصادر المعلومات، مؤكدة أن تلقيح الأطفال أولوية لا يمكن التغاضي عنها لحمايتهم من الأمراض الخطيرة.