تتجه تعزيزات من قوات الأمن العام السوري نحو الجنوب، في محاولة لتهدئة الأوضاع وفض الاشتباكات المتصاعدة بين مقاتلي العشائر وفصائل السويداء المحلية، وذلك عقب موجة جديدة من الانتهاكات المتبادلة.
أفاد مراسل عنب بلدي في درعا، اليوم الجمعة 18 من تموز، بوجود رتل تابع للأمن العام في الجنوب السوري، دون تأكيد حول دخوله إلى السويداء أو تمركزه على أطرافها للفصل بين الأطراف المتنازعة.
وأشار المراسل إلى سيطرة مقاتلي العشائر، مساء أمس، على قريتي المزرعة وتعارة في الريف الغربي لمدينة السويداء، ووصولهم إلى تخوم المدينة دون دخولها.
من جهتها، أكدت شبكة "الراصد" المحلية وصول بعض الأرتال إلى الريف الشمالي، وتحديدًا منطقة اللوا، نافيةً صحة الأنباء المتداولة حول دخولها مدينة السويداء.
وجاءت هذه التطورات بعد حشد وتعبئة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استجابةً لاستنفار مقاتلي العشائر من مختلف المحافظات السورية، وتوجههم نحو الجنوب في محاولة لاقتحام السويداء.
وقد ارتكب المقاتلون العشائريون انتهاكات، بما في ذلك حرق منازل في قرى شبه خالية، ردًا على انتهاكات مماثلة من فصائل السويداء المحلية بحق البدو في الريف الغربي.
يذكر أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كان قد أعلن سابقًا عن انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية من السويداء، لتجنب "مواجهة مفتوحة مع إسرائيل"، تاركًا إدارة المحافظة لوجهاء الطائفة الدرزية وفصائل محلية.
تعود جذور التوتر إلى عمليات خطف متبادلة بين عشائر على أطراف السويداء وفصائل محلية، تطورت إلى اشتباكات مسلحة استدعت تدخل قوات وزارة الدفاع والداخلية.
ورغم توصل الحكومة إلى اتفاق مع بعض الوجهاء والقادة المحليين، رفض آخرون الاتفاق وشنوا هجمات مضادة، مدعومة بغطاء إسرائيلي، وفقًا لبعض المصادر.
وقد تخللت الحملة الأمنية لقوات وزارة الدفاع والداخلية انتهاكات بحق مقاتلين ومدنيين، الأمر الذي قوبل أيضًا بانتهاكات من الفصائل المحلية التي شنت الهجوم المضاد، واستكملت هجومها باتجاه قرى البدو.
لا تتوفر حتى الآن إحصائيات دقيقة ومستقلة حول حصيلة الانتهاكات في السويداء. وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد وثقت في تقرير سابق لها بتاريخ 16 من تموز (قبل الانتهاكات الأخيرة) مقتل ما لا يقل عن 169 سوريًا، بينهم خمسة أطفال وست سيدات، وإصابة ما يزيد على 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.