الثلاثاء, 17 يونيو 2025 01:48 AM

تصاعد التوتر: مؤشرات على دعم أمريكي لإسرائيل في مواجهة إيران، وجهود دولية للتهدئة

تصاعد التوتر: مؤشرات على دعم أمريكي لإسرائيل في مواجهة إيران، وجهود دولية للتهدئة

تقارير تشير إلى دور أمريكي محتمل في التصعيد الإسرائيلي-الإيراني، وسط جهود دولية للوساطة.

أفادت تقارير إسرائيلية وإيرانية بوجود مؤشرات تدل على حضور عسكري أمريكي في التصعيد الحاصل بين إيران وإسرائيل لصالح الأخيرة. وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن 28 طائرة تزويد بالوقود أمريكية أقلعت في الساعات الأخيرة لجهة الشرق وقطعت المحيط، مرجحة أن يكون هدفها دعم عمليات القوات الإسرائيلية أو الأمريكية.

من جانبها، أفادت وكالة “مهر” الإيرانية بأن الدفاع الجوي الإيراني اعترض طائرة معادية مسيرة متسللة في منطقة “عين صوله” بسهل عباس في دهلران. وأوضحت الوكالة أن الطائرة من طراز MQ9، وهي من إنتاج الولايات المتحدة وشركة جنرال أتوميكس. ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن معاون محافظ إيلام، قوله: “إن المسيرة التي أسقطت في أجواء المحافظة من نوع MQ-9 تابعة للجيش الأمريكي”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة أنها غير مسؤولة عن الاستهدافات الإسرائيلية لإيران. ففي 13 حزيران الفائت، أكد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أبلغت الحكومة الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة لن تشارك بشكل مباشر في أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وفي هذا الصدد، أكد ترمب، أمس الأحد أنه سيعقد اتفاقاً بين إيران وإسرائيل كما فعلت مع الهند وباكستان، مشيراً إلى أن “على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق وسنتوصل إلى سلام بينهما قريباً”. وأضاف ترمب، أن “هناك اتصالات واجتماعات عديدة تجري الآن بشأن الأزمة بين إيران وإسرائيل”.

وشدد العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكجريجور، في منشور على منصة “” أن “على أن الشرق الأوسط على شفا الهاوية، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على نزع فتيل الصراع، من خلال خمس خطوات، الأولى تتعلق بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وطلب وقف إطلاق نار فوري، مع التأكيد على معارضة واشنطن لتدمير إيران وإسرائيل وأي دولة أخرى في الشرق الأوسط”. وأضاف أن “الخطوة الثانية تتمثل في مطالبة إسرائيل بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، وسحب قواتها من غزة والضفة الغربية، إضافة إلى تعليق جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى توافق على سحب قواتها من غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين”.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي أجراه اليوم الإثنين: “إن الهجمات الإسرائيلية على بلاده نُفذت بتنسيق ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف “عندما واجهنا عدوان النظام الصهيوني، كنا في خضم عملية دبلوماسية ومفاوضات. وكما ذكرتُ سابقاً، فإن هذا الإجراء الذي اتخذه النظام الصهيوني والذي لا نعتقد أنه تم دون تنسيق وتعاون ودعم الولايات المتحدة، أفقد العملية الدبلوماسية والمفاوضات معناها”.

وتُعرض عدد من الجهات لا سيما روسيا وتركيا خيار الوساطة لإنهاء هذا التصعيد، إذ أكدت الرئاسة الروسية “الكرملين” اليوم الإثنين بشأن وساطة بوتين المحتملة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، أن “روسيا تبقى مستعدة إذا لزم الأمر”، مضيفاً أن “روسيا على اتصال مع الأطراف الرئيسية في الصراع الإسرائيلي الإيراني”. وأكد الكرملين أنه يندد “بالإجراءات التي أدت إلى هذا التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران”، مشيراً إلى أن “لا تزال مقترحات موسكو السابقة بشأن نقل اليورانيوم إلى روسيا مطروحة لكن اندلاع الأعمال القتالية زاد الوضع تعقيداً”.

من جهته، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي لبحث التصعيد، الأخير، وقالت الرئاسة التركية في بيان: “إن الرئيس إردوغان رحّب بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي ترمب بشأن تسوية النزاع بين إسرائيل وإيران (…)، وشدّد على ضرورة اتّخاذ إجراءات عاجلة لمنع اشتعال المنطقة برمّتها”، مؤكدة أن “أردوغان أكد أن دوامة العنف التي بدأت بالهجمات الإسرائيلية على إيران، تسببت بأضرار اقتصادية ومدنية لا يمكن إصلاحها للجانبين، وأنه من الضروري وقف هذا التصعيد الخطير”.

كما بحث إردوغان، في اتصال هاتفي، أمس الأحد، مع سلطان عُمان هيثم بن طارق، الصراع بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أن المنطقة لا تحتمل حرباً جديدة، مشيراً إلى أن “إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتت مشكلة للاستقرار والأمن العالميين، ولا يجب السماح للتطورات الأخيرة بأن تصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة”.

كذلك، ‏أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد فيه أن “دوامة العنف التي تتسبب بها إسرائيل تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية أن ينأى العراق بنفسه عن هذا الصراع، ويتوخى مزيداً من الحذر في التعامل مع التنظيمات الإرهابية والعناصر المتطرفة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة”.

وندد أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، السبت 14 حزيران الجاري، بالهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً أن “إسرائيل تسعى لجر المنطقة برمتها إلى النار عبر التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.

مشاركة المقال: