الأحد, 9 نوفمبر 2025 02:12 AM

تصعيد خطير: إسرائيل تغير قواعد الاشتباك في لبنان وتستهدف المدنيين

تصعيد خطير: إسرائيل تغير قواعد الاشتباك في لبنان وتستهدف المدنيين

شبكة أخبار سوريا والعالم/ في تصعيد خطير، تتزايد وتيرة الضربات الإسرائيلية داخل القرى والبلدات الجنوبية اللبنانية بشكل غير مسبوق، مما ينذر بتحول في طبيعة الحرب. فبعد أن كانت الغارات تقتصر على المساحات المفتوحة، امتدت لتشمل المناطق السكنية، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد الإنذارات المسبقة والنزوح الجماعي. وقد تجلى ذلك يوم الخميس بنزوح آلاف الجنوبيين عقب طلبات الإخلاء والغارات التي استهدفت أحياء مأهولة، لتصبح السيارات والمناطق السكنية أهدافًا مباشرة.

بعد هدوء حذر ساد يوم الجمعة، تجددت الاستهدافات يوم السبت. حيث سقط قتيلان ظهراً إثر استهداف سيارة في راشيا الوادي، وهما شقيقان من بلدة شبعا. كما أصيب سبعة أشخاص في بنت جبيل باستهداف سيارة بصاروخين موجهين قرب «مستشفى صلاح غندور». وتلا ذلك غارة ثالثة استهدفت سيارة في بلدة برعشيت في منطقة النبطية.

هذه الأحداث تأتي في سياق تصاعدي للاستهداف الإسرائيلي، الذي شهد في الأشهر الأخيرة انتقال العمليات إلى داخل المناطق المأهولة، بدءاً من حي البياض في النبطية، مروراً بزبدين ومفرق الشرقية – الدوير، وصولاً إلى مجزرة بنت جبيل في أواخر سبتمبر (أيلول) 2025، والتي راح ضحيتها مدنيون بينهم ثلاثة أطفال.

تغيّر في قواعد الاشتباك

في السابق، كانت إسرائيل تفضل ضرب الأهداف العسكرية المنفصلة عن المناطق المدنية لتقليل الخسائر الجانبية. ولكن يبدو أن هذه القاعدة تتلاشى اليوم، مع استهداف السيارات داخل الأحياء، وتفجير المنازل فجراً، وضرب التجمعات المدنية. هذا التحول لا يحمل أبعاداً تكتيكية فحسب، بل يعكس خياراً استراتيجياً يهدف إلى رفع تكلفة الاحتضان الشعبي لـ«حزب الله»، وزعزعة الاستقرار الاجتماعي في مناطق التماس.

أهداف التصعيد

وفي هذا السياق، أوضح العميد المتقاعد سعيد قزح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن إسرائيل لم تغير استراتيجيتها، وأن هدفها هو «إخضاع (حزب الله) ومحور الممانعة لإرادتها، من إيران إلى العراق واليمن وفلسطين وصولاً إلى لبنان». وأشار إلى أن إسرائيل «تسعى قبل كل شيء إلى تأمين أمن مستوطني شمال إسرائيل»، معتمدةً على تكتيك الاستهداف المركز لما تعتبره أهدافاً عسكرية من مقاتلين ووسائل قتالية ومخازن أسلحة وذخائر، «حتى لو كان ذلك في مناطق مأهولة، وبغضّ النظر عن وجود مدنيين أو سقوط ضحايا تعتبرهم أضراراً جانبية». وأكد أن هذا السلوك ليس جديداً، وقد تجلى بوضوح في غزة، حيث لم تولِ إسرائيل أي اعتبار لأرواح المدنيين.

وتوقع قزح أن تكثف إسرائيل ضرباتها في المرحلة الحالية والمقبلة، مع زيادة الاغتيالات والاستهدافات لعناصر ومراكز تابعة لـ«حزب الله» حتى ضمن التجمعات المدنية، في إطار «مقاربة مزدوجة تقوم على الضغط العسكري والحرب النفسية»، بهدف إضعاف البيئة الحاضنة للحزب ودفع جزء من جمهوره إلى التساؤل عن جدوى الاستمرار في هذا المسار.

وأضاف أن إسرائيل «لا تكترث لمسألة الضحايا المدنيين، ولا أحد يحاسبها على ذلك»، وستستمر في استهداف ما تعتبره أهدافاً عسكرية في أي منطقة من لبنان، ما دام «حزب الله» لم يعلن التزاماً واضحاً بـ«حصرية السلاح بيد الدولة، ولم ينخرط كلياً في مشروع الدولة، ولم يلتزم بتنفيذ قرار الحكومة الصادر في الخامس من أغسطس (آب) الماضي». واعتبر أن إسرائيل توظف الضغط العسكري والنفسي معاً لفرض معادلتها، على قاعدة أن وقف هذا المسار يتطلب التزاماً لبنانياً واضحاً بحصرية السلاح وتنفيذ القرارات المتخذة على مستوى الدولة.

خطاب إسرائيلي تصعيدي وتحذيرات استخباراتية

يترافق هذا التصعيد الميداني مع خطاب متشدد في إسرائيل، حيث تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قلق متزايد من تعاظم قدرات «حزب الله» في شمال لبنان، وأشارت إلى أن «امتناع الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن ضرب بيروت (قد لا يدوم) إذا استمرت عمليات التعزيز». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن تقارير استخباراتية تحذيرات مفادها أن «الحزب يعمل على استعادة قدراته، وأن هذا قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى توسيع أنشطته لمنع مخاطر مستقبلية». كما ذكرت تقارير أن «تقديرات غربية ترصد استعادة جزئية لشبكات الإمداد لدى الحزب عبر سوريا والعراق، في حين يواجه الجيش اللبناني تحديات بمنعه من إعادة تأهيل بنيته القتالية».

مشاركة المقال: