أطلقت إيران صباح اليوم الإثنين، الموجة الأعنف من الصواريخ، وفق ما أكدته وسائل إعلام إيرانية، واستهدفت الصواريخ مناطق عدة في إسرائيل. وأكد الحرس الثوري الإيراني أن موجة جديدة من الهجمات الصاروخية “عطلت أنظمة الدفاع متعددة الطبقات للعدو باستخدام أساليب جديدة”، وفق ما نقلته وكالة “فارس”.
وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية بأن موجة الصواريخ استهدفت مدينتي تل أبيب وحيفا، بالإضافة إلى مناطق أخرى في وسط وشمال إسرائيل، مثل بني باراك. وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن “بحسب الصور المنشورة من عملية اليوم، يُفهم أن القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإسلامي قد أخذت في الاعتبار أمرين مهمين، وهما زيادة القوة التدميرية وسرعة الصواريخ”.
وفي هذا الصدد، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير: “ما ينشر في وسائل الإعلام الأجنبية يشكل خطراً على أمن شعبنا ويجب وقف البث المباشر لسقوط الصواريخ لأنه يضر بأمن الدولة”. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن صواريخ استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية قرب تل أبيب، كما طالت مناطق بالقرب من مصنع الأمونيا في ميناء حيفا، ومحطة كهرباء حيفا، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات.
بدورها، أكدت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري أن القوات الإيرانية شنت هجوماً بالصواريخ الباليستية على البنية التحتية لميناء حيفا، وأشارت أيضاً إلى رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء المدينة.
ونقلت قناة “14” العبرية عن متحدث باسم الشرطة قوله: “الوضع في المناطق التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية وسط إسرائيل سيء للغاية”. وأضاف أن “الدمار واسع النطاق، ولا يزال بعض الأشخاص تحت الأنقاض”. وكشفت هيئة الإسعاف الإسرائيلية تسجيل أكثر من 84 إصابة، و8 قتلى، في جميع المواقع جراء الهجمات.
وفي إيران أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أنه شنّ غارات على مقرات تابعة لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في طهران. وقال الجيش في بيان نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”: “أغارت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو… على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني في طهران”. وفي هذا الصدد، أكدت وكالة مهر الإيرانية بإسقاط مسيرة إسرائيلية في محافظة إيلام غرب البلاد.
ما مصير التصعيد؟ أكد الجيش الإسرائيلي أن هجماته تركز على إزالة التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية، مشدداً على السيطرة بشكل كامل على الأجواء الإيرانية. وقال المتحدث باسم الجيش في إحاطة صحفية اليوم الاثنين: “نركز هجماتنا على قيادة سلاح الجو الإيراني”، موضحاً أن أكثر من 50 طائرة شاركت في الهجمات الإسرائيلية أمس وطالت أكثر من 120 هدفاً. وأشار إلى أنه سيواصل التحرك شرقاً لضرب التهديد النووي وبرنامج الصواريخ، وأكد أنه دمر ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
من جهته، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي يقرّ بأنّ الحرب الإسرائيلية ضد إيران لا يمكن أنّ تؤدي إلى وضع حدٍ للتهديدات الإيرانية. وقال هنغبي في مقابلة مع يوميات الصباح في إذاعة الجيش الإسرائيلي عن كميّة الصواريخ الباليستية المتبقّية لإيران: “كان لديها آلاف وبقي لديها آلاف”.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “رويترز” عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قوله: “التصعيد العسكري يؤخر العمل الضروري نحو حل دبلوماسي لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي”. وأكدت عدد من الدول العربية والغربية على ضرورة وقف الحاصل بين إسرائيل وإيران منذ تاريخ 13 حزيران الجاري، مشددين على ضرورة اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية.
