الأحد, 4 مايو 2025 12:37 AM

تصعيد خطير: غارات إسرائيلية مكثفة تهز سوريا وتثير ردود فعل دولية

تصعيد خطير: غارات إسرائيلية مكثفة تهز سوريا وتثير ردود فعل دولية

شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الجمعة، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في عدة مناطق سورية، بينها ريف دمشق ودرعا وحماة، في تصعيد هو الأعنف داخل العمق السوري منذ بداية العام الجاري.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت الفوج 41 قرب مستشفى حرستا العسكري في ريف دمشق، بالإضافة إلى الكتيبة الصاروخية في محيط قرية موثبين بريف درعا الشمالي، والفوج 175 قرب مدينة إزرع في درعا، إضافة إلى منطقة تل منين في ريف دمشق. كما تم استهداف محيط قرية شطحة في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين. وأدت ضربة جوية استهدفت محيط مدينة حرستا بريف دمشق، إلى مقتل مدني نتيجة تعرضه لشظايا الانفجارات الناتجة عن القصف.

وفي السياق، تم سماع دوي انفجارات قوية في أنحاء العاصمة دمشق مع تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية فوق المناطق المستهدفة.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه نفذ الغارات “استهدافاً لمواقع عسكرية، ومدافع مضادة للطائرات، وبُنى تحتية تابعة لصواريخ أرض-جو في سوريا”، زاعماً أن هذه الضربات تأتي ضمن إطار “الدفاع عن أمن المواطنين في إسرائيل”. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “القوات الجوية ستواصل العمل كلما دعت الحاجة لمنع أي تهديد مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي”، في تصريح يُظهر تصعيداً واضحاً في لهجة الاحتلال تجاه الوضع السوري الداخلي.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس وافقا على تنفيذ هجمات جديدة ضد مواقع في سوريا، وذلك في خطوة تهدف، بحسب زعمهما، إلى إيصال رسالة مباشرة إلى القيادة الجديدة في دمشق حول “الخطوط الحمراء” التي تحددها إسرائيل في الملف السوري.

وعلى الصعيد الرسمي، أدانت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان لها، مساء الجمعة، بشدة ما وصفته بـ”العدوان السافر” الذي طال مواقع في البلاد، فجر أمس الجمعة، بما فيها القصر الرئاسي في دمشق. وجاء في البيان أن “القصف الإسرائيلي يمثل تصعيداً خطيراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها، وهو يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وأضافت الرئاسة السورية أن “المجتمع الدولي والدول العربية مدعوون للوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات العدوانية، التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية”، داعية في الوقت ذاته الدول العربية إلى “توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في مواجهة هذه الهجمات، بما يضمن الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في التصدي للممارسات الإسرائيلية العدوانية”.

وفي السياق، حذر مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ من تصاعد التوترات في سوريا، وسط دعوات لوقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية التي قال إنها تهدد الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

من جانبها، حذّرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا من أن التصعيد الأخير في أعمال العنف، لا سيما التدخلات الإسرائيلية المتكررة، يشكل تهديداً حقيقياً لبناء السلام المستدام في البلاد.

بدوره، طالب المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد في بروكسل، دولة الاحتلال الإسرائيلي باحترام سيادة سوريا، والالتزام باتفاقية فض الاشتباك الموقع عام 1974، والتي تنص على فصل القوات بين البلدين في منطقة الجولان المحتلة. وقال العنوني: “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها ضمن حدودها المعترف بها دولياً”، مشدداً على أهمية “احترام منطقة الجولان منزوعة السلاح، وممارسة ضبط النفس، وتجنب الأعمال العدائية، وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي، خاصة القانون الإنساني الدولي”. كما أشار إلى تصريحات سابقة للاتحاد الأوروبي التي حذّر فيها من أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا بذريعة حماية الطائفة الدرزية تتناقض مع المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية، وتُفاقم من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

مشاركة المقال: