الجمعة, 6 يونيو 2025 01:46 PM

تصعيد خطير: من يقف وراء إطلاق الصواريخ من سوريا نحو الجولان المحتل وما هي أهداف التصعيد؟

تصعيد خطير: من يقف وراء إطلاق الصواريخ من سوريا نحو الجولان المحتل وما هي أهداف التصعيد؟

في الثالث من يونيو، عادت مرتفعات الجولان إلى دائرة الضوء، ليس عبر حرب مباشرة، بل بإطلاق صاروخين من قرية تسيل بريف درعا الجنوبي، استهدفا منطقة جنوب الجولان المحتل منذ عام 1967. ورغم عدم وقوع إصابات أو خسائر، حملت الرسالة دلالات واضحة حول دخول سوريا مرحلة جديدة من الصراع.

الهجوم لم يكن مجرد عمل فردي، بل إعلانا سياسيا وعسكريا. الجماعتان اللتان تبنتا الهجوم، كتائب "الشهيد محمد الضيف" و"جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا - أول الشجعان"، تحملان بصمات إيرانية واضحة، سواء في الخطاب أو الرموز المستخدمة.

المثير للانتباه هو هجوم المتحدث باسم جبهة المقاومة، أبو القاسم، على الحكومة السورية الانتقالية، واصفا إياها بـ"مشروع انهزامي يسعى للتطبيع". هذا يشير إلى خلافات عميقة بين هذه الميليشيات والحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد سقوط نظام الأسد.

يثير هذا الهجوم تساؤلات حول ما إذا كان رد فعل طبيعي على التغيرات السياسية في دمشق، أم محاولة لإشعال التوتر بين إسرائيل وسوريا لمنع أي تفاهم بينهما.

إسرائيل ردت بضربات جوية ومدفعية استهدفت مواقع سورية جنوب البلاد، محملة الحكومة الانتقالية المسؤولية عن أي نشاط عدائي ينطلق من سوريا. في المقابل، أكدت وزارة الخارجية السورية أن سوريا لم ولن تكون تهديدا لأي دولة، متهمة "جهات خارجية" بزعزعة استقرار المنطقة.

مع محاولات التهدئة الأخيرة بين إسرائيل وسوريا، يثير هذا الهجوم الشكوك حول وجود محاولات لإفشال هذه الجهود ودفع الأمور نحو التصعيد. اللاعبون الحقيقيون ليسوا فقط في دمشق وتل أبيب، بل في طهران وواشنطن أيضا، حيث يحاول كل طرف استخدام الوضع السوري كورقة ضغط.

السؤال المطروح: من المستفيد من هذا الهجوم؟ وهل ستتمكن الحكومة الانتقالية من فرض سيطرتها؟ وهل ستنجح إسرائيل في تحييد التهديدات دون مواجهة شاملة؟ الجولان لم يعد مجرد منطقة محتلة، بل مركزا لصراعات إقليمية ودولية.

مشاركة المقال: