الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025 04:00 PM

تصعيد محتمل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية: مخاوف من حرب جديدة ومساعٍ أمريكية للتفاوض

تصعيد محتمل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية: مخاوف من حرب جديدة ومساعٍ أمريكية للتفاوض

غياب لبنان عن قمة شرم الشيخ يؤكد تهميشه وعدم إدراجه في خطة «السلام الكبير» التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. هذا الغياب يعزز الاعتقاد بأن لبنان لم يعد ضمن الأولويات أو جزءاً من الحلول المطروحة في المنطقة.

الرئيس ترامب تطرق إلى ملف لبنان من داخل الكنيست الإسرائيلي، معتبراً أن «حزب الله هو خنجر ضرب إسرائيل ونهيناه»، ومشدداً على دعمه «نزع السلاح وحصره بيد الدولة وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها»، كما أشاد بالرئيس جوزيف عون واعتبر أنه «يقوم بعمل رائع».

في المقابل، أكد الرئيس عون أن على إسرائيل «وقف عدوانها على لبنان، ليبدأ مسار التفاوض»، مشيراً إلى أن عدوان المصيلح السبت الماضي «هو خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضدّ لبنان، في وقت تقيّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي». وأضاف أن لبنان سبق أن تفاوض مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، متسائلاً عن المانع من تكرار الأمر لإيجاد حلول للمشاكل العالقة.

توسعت النقاشات حول سيناريوهات محتملة للبنان في حال رفض حزب الله تسليم سلاحه، وبدأ الفريق الأميركي في لبنان بالترويج لفكرة تكرار نموذج غزة في لبنان إذا فشلت الدولة في تنفيذ المطلوب منها. اعتداء المصيلح الأخير عزز هذه المخاوف، بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وهو ما فُسِّر كرسالة بأن إسرائيل مستعدة لاستئناف الحرب على لبنان.

هناك قلق متزايد في لبنان من المرحلة المقبلة، مع احتمال تفكير إسرائيل في جولة جديدة بهدف تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة. وتزداد المخاوف من ضغوط متزايدة على لبنان للقبول بالتفاوض المباشر وتقديم التنازلات كما حصل مع حركة «حماس» في غزة، بالإضافة إلى إمكانية فرض عقوبات على شخصيات سياسية.

أنصار أميركا يربطون بين عدم نزع سلاح المقاومة ومصير مشابه لغزة، بينما يخشى أهل الحكم من التهميش.

نُقل عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تفكر في مستقبل جنوب لبنان بعد انتهاء مهمة اليونيفيل، مع تصورات قيد البحث تتضمن إمكانية تسليم الجنوب لقوة دولية، قد تكون أميركية، لحين حل الملفات العالقة، وخاصة موضوع الترسيم البري.

تجري اتصالات بين دول في الاتحاد الأوروبي حول الصيغة الأنسب لضمان بقاء قواتها العاملة ضمن «اليونيفيل» في لبنان بعد انتهاء مهامها نهاية العام المقبل. نشر قوات أوروبية يحتاج إلى اتفاق بين لبنان والاتحاد الأوروبي أو مع كل دولة على حدة، مع فهم الأسباب الموجبة لبقاء هذه القوات في لبنان، خاصة في الجنوب.

كل ذلك معلق بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، الذي يُتوقع أن يكون له دور كبير في المرحلة المقبلة بشأن الوضع بين لبنان وإسرائيل.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نشرت تقريراً يؤكد على ضرورة توجيه الأنظار نحو الشمال، وفرض واقع أمني حازم ضد أي نشاط من حزب الله يهدد سكان الجليل، مع رد هجومي على أي محاولات لإعادة بناء نقاط مراقبة أو تهريب أسلحة.

مشاركة المقال: