الأحد, 24 أغسطس 2025 02:20 AM

تضاؤل الآمال بعقد قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي في ظل تعثر الوساطة الأميركية

تضاؤل الآمال بعقد قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي في ظل تعثر الوساطة الأميركية

تراجعت فرص عقد قمة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتخذ قرارا "مهما" خلال أسبوعين، وقد يشمل هذا القرار فرض عقوبات على روسيا في ظل تعثر جهود الوساطة الأميركية.

فبعد أن أعلن دونالد ترامب في وقت سابق أن بوتين وزيلينسكي، اللذين التقى بهما على حدة مؤخرا، وافقا على مقترح عقد قمة بينهما، عاد ووصفهما بـ"الزيت والماء"، مؤكدا أن جمعهما في لقاء مشترك أمر بالغ الصعوبة.

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه "لا توجد خطة لعقد لقاء" بين الرئيسين، في حين زار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته كييف لمناقشة ملفات أبرزها الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا.

وصرح ترامب للصحافيين في واشنطن بأن الزعيمين "لا يتفقان كثيرا لأسباب جلية". وأضاف أنه سيتخذ قرارا "مهما" خلال أسبوعين بشأن جهود السلام في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو قد تواجه فرض عقوبات ضخمة أو أنه قد يكتفي بعدم فعل شيء.

وقال ترامب وهو يرتدي قبعة بيسبول حمراء كتب عليها "ترامب كان محقا في كل شيء"، إن "رقص التانغو يحتاج لشخصين". وتابع: "في غضون أسبوعين سنعرف في أي اتجاه سأذهب"، موضحا: "سيكون قرارا مهما للغاية، وسيكون إما عقوبات ضخمة أو رسوم جمركية أو كليهما، أو لن نفعل شيئا ونقول: إنها معركتكم".

وكشف ترامب أنه قد يدعو الزعيم الروسي لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة في حال إحراز تقدم بشأن أوكرانيا.

كما أضعف لافروف الآمال في إجراء محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي لحل النزاع، من خلال التشكيك في شرعية الرئيس الأوكراني وتكرار مطالب الكرملين المتشددة.

وقال لافروف في مقابلة بثتها شبكة إن بي سي الأميركية إن بوتين "مستعد للقاء زيلينسكي" بمجرد إعداد جدول الأعمال لقمة تجمعهما، مضيفا أن الأخير "غير جاهز على الإطلاق".

وفي كييف، قال زيلينسكي متحدثا إلى جانب روته إن أوكرانيا "ليس لديها اتفاقيات مع الروس"، مشيرا إلى أن بلاده اتفقت فقط مع ترامب بشأن كيفية المضي قدما في المساعي الدبلوماسية.

وكان زيلينسكي اتهم روسيا الخميس "بمحاولة التنصل من عقد اجتماع"، مضيفا أن موسكو تريد مواصلة الهجوم.

تصدّرت مسألة الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب.

وقال ترامب في وقت سابق إن روسيا وافقت على بعض الضمانات الأمنية الغربية لكييف. لكن موسكو أبدت في وقت لاحق شكوكها بشأن أي ترتيب من هذا القبيل، وقال لافروف الأربعاء إن مناقشة هذه الترتيبات بدون روسيا "أمر خيالي، وطريق إلى المجهول".

وقال زيلينسكي الذي يريد وجود قوات أجنبية في أوكرانيا لردع الهجمات الروسية في المستقبل، "عندما تثير روسيا قضية الضمانات الأمنية، فأنا بصراحة لا أعرف بعد من يهددها".

وقد أكد الكرملين منذ أمد أنه لن يقبل ذلك أبدا، مشيرا إلى طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو كأحد ذرائع الهجوم عليها.

وقال لافروف لشبكة إن بي سي "هناك العديد من المبادئ التي تعتقد واشنطن أنه يجب قبولها، بما في ذلك عدم الانضمام إلى الناتو، ومناقشة قضايا الأراضي، وقال زيلينسكي لا لكل شيء".

وخلال زيارته إلى كييف، حيث دوت صفارات الإنذار الجوي في أنحاء العاصمة، قال روته إن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية لضمان "التزام روسيا بأي اتفاق وعدم محاولتها بعد الآن الاستيلاء على كيلومتر مربع واحد من أراضي أوكرانيا".

وقعت موسكو مذكرة بودابست في عام 1994، وهي تهدف إلى ضمان أمن أوكرانيا وبيلاروس وكازاخستان مقابل تخلي الدول الثلاث عن العديد من الأسلحة النووية العائدة إلى الحقبة السوفياتية. لكن روسيا انتهكت هذه المذكرة أولا عندما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، ثم عندما بدأت هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في عام 2022 والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الناس وإجبار الملايين على الفرار من ديارهم.

مشاركة المقال: