الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 01:06 AM

تعديلات مثيرة للجدل في الاتحاد السوري لكرة القدم وإلغاء شرط الشهادة الدراسية يتصدر الانتقادات

تعديلات مثيرة للجدل في الاتحاد السوري لكرة القدم وإلغاء شرط الشهادة الدراسية يتصدر الانتقادات

أقرت الجمعية العمومية للاتحاد العربي السوري لكرة القدم تعديلات على النظام الأساسي، كان أبرزها إلغاء شرط الحصول على الشهادة الدراسية للترشح لرئاسة الاتحاد. وشملت التعديلات بنود التعاريف والمواد (1، 11، 26، 30، 37)، وذلك خلال اجتماع استثنائي عُقد الأحد 14 من أيلول، بحضور مندوبين عن الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم عبر تقنية البث المباشر.

كما تم التصويت على قبول أندية شرطة دير الزور وجيش حلب والهيجانة والشباب كأعضاء أصلاء في الجمعية العمومية. ووافقت الجمعية على اعتماد نتائج الدور التأهيلي بانضمام ناديي أمية وخان شيخون إلى دوري الدرجة الممتازة اعتبارًا من موسم 2025-2026، واعتماد نتائج الأندية الخاسرة (نادي الرواد ونادي أهلي الميادين) بانضمامها إلى دوري الدرجة الأولى للموسم ذاته. وشملت القرارات أيضًا إلغاء الهبوط لناديي جبلة والشرطة المركزي عن الموسم الماضي 2024-2025، مع اعتماد هبوط أربعة أندية في الموسم المقبل.

ضم المؤتمر الاستثنائي للجمعية العمومية 61 عضوًا يمثلون الأندية السورية في الدوري الممتاز والدرجة الأولى والثانية، بالإضافة إلى رابطة الحكام والمدربين واللاعبين واللجان الفنية.

انتقادات طالت الاجتماع الاستثنائي

رصدت عنب بلدي انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي سبقت انعقاد الجمعية العمومية، تتعلق بشرعية الاجتماع وعدم الحصول على الموافقات اللازمة. واتهم الأمين العام السابق لاتحاد كرة القدم، قتيبة الرفاعي، القائمين على الاجتماع بعدم الالتزام بالأسس القانونية، معتبرًا الجلسة تفتقر إلى الشفافية والشرعية. وأوضح أن الجلسة لم تعقد على أساس قانوني، لعدم الحصول على دعم 50% من الأعضاء عبر مقترحات مرفقة بكتب خطية تتضمن التعديلات المطروحة.

وأشار الرفاعي إلى أن بعض الأعضاء الذين قدموا مقترحات صوتوا ضدها لاحقًا، مثل مقترح إلغاء شرط الشهادة. كما جرى الحديث عن مقترح لتخفيض عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد من 11 إلى 9، إلا أن التصويت انتهى بالإجماع على إبقاء العدد كما هو. ووصف الرفاعي ما جرى بأنه "مسرحية سيئة النص وضعيفة الإخراج"، منتقدًا تمسك القائمين على الجمعية بنجاح الاجتماع، ومحاولتهم إضفاء الشرعية عليه من خلال إعلان الحصول على استحسان الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وشدد على أن ما حدث "لم يكن إلا مسرحية هزيلة، فُصلت لصالح فئة أو أشخاص محددين، وهو أمر لا يخدم الرياضة السورية ولا كرة القدم السورية". وأضاف أن مطالب الأعضاء كانت واضحة، وهي التعامل بشفافية، من خلال عرض كل مقترح خطي مع بيان هوية مقدمه والداعمين له، وهو ما لم يتحقق.

وحول مضمون البنود المطروحة للتعديل، أشار الرفاعي إلى أن طريقة عرضها كانت "أقرب إلى محاضرة تلقى على جمهور من الطلاب الذين يهزون رؤوسهم فقط"، وعزا ذلك إلى أن معظم المندوبين أُرسلوا إلى الجمعية العمومية بقرار من إداراتهم المعينة تعيينًا، وهو ما اعتبره مخالفًا لمبادئ الديمقراطية في العمل الرياضي. وختم الرفاعي بالقول إن تصويت ما يقارب 80 إلى 90% من أعضاء الجمعية لصالح إلغاء شرط الشهادة "يثير تساؤلات جدية حول الرؤية التطويرية للعملية الرياضية".

شكوى مقدمة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)

أحمد بيطار، مرشح لرئاسة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، وجه رسالة إلى جماهير كرة القدم السورية، قال فيها إن القرارات الصادرة عن الجمعية العمومية "مجحفة" ولا تعبر عن إرادة الجماهير ولا تخدم مستقبل كرة القدم الوطنية. وأكد أنه سيتوجه رسميًا إلى محكمة فض النزاعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA DRC)، إيمانًا بضرورة حماية نزاهة اللعبة وضمان حقوق الأندية واللاعبين وكل من ينتمي إلى أسرة كرة القدم السورية.

وكان بيطار قد نشر شكوى في 10 من أيلول، بخصوص تعديلات النظام الأساسي للاتحاد العربي السوري لكرة القدم، عن طريق مكتب محاماة قانوني مختص في شؤون كرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية، وموجهة إلى قسم الحوكمة والشؤون القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وذكر في شكواه أن التعديلات تنتهك مبادئ الشفافية والعدالة والمساواة المنصوص عليها في النظام الأساسي لـ"فيفا" ومدونة الانتخابات لـ"فيفا".

وتضمنت الشكوى عدة نقاط منها: إضافات غير واقعية للأعضاء (المادة 11)، وتوسيع عدد المندوبين (المادة 26)، وإجراءات تصويت متناقضة (المادة 30)، وشروط ترشيح مفرطة (المادة 30، الفقرة 37/1-3)، وإلغاء شرط المؤهل الدراسي، وغياب العملية الديمقراطية.

أصوات تؤيد شرعية الاجتماع

عضو اللجنة الاستشارية في الاتحاد السوري لكرة القدم، إبراهيم ياسين، أوضح أن الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية عُقد بصورة شرعية، وبموافقة الاتحادين الدولي والآسيوي، وتم إقرار التعديلات بشكل رسمي وأصبحت نافذة المفعول. وذكر أنه تم خلال الاجتماع استيضاح وشرح بندي القوائم والشهادة العلمية، وأن عدد الأصوات المعترضة على إقرار بند إلغاء الشهادة العلمية بلغ خمسة أصوات فقط، إضافة إلى صوت واحد امتنع عن التصويت، من أصل 61 صوتًا.

وحول الانتقادات التي تعرض لها الاجتماع، بين ياسين أن الانتقادات أتت من عدد قليل من الأشخاص، لديهم مصلحة بالترشح لرئاسة الاتحاد، أو يرتبطون بأشخاص ينوون الترشح. الصحفي الرياضي أنس عمو، أكد أن الاجتماع قانوني وشرعي ولا يتضمن أية مخالفات تنظيمية أو قانونية، وأن انعقاده جاء بعد سقوط نظام "الأسد" واستقالة الاتحاد السابق، فكان لا بد من انتخاب اتحاد جديد وفق شروط مختلفة.

وفيما يتعلق ببند إلغاء شرط الشهادة الجامعية للترشح، اعتبر عمو أن للموضوع جانبان سلبي وإيجابي، وأن إلغاء هذا الشرط يفتح المجال أمام الجميع، خصوصًا الشباب الذين حُرموا من التعليم الجامعي خلال سنوات الثورة. وأشار إلى أن "فيفا" يمنح الاتحادات حرية تقرير مصير من دون أي تدخل حكومي، وأن كل اتحاد محلي يحدد نظامه الانتخابي ومسابقاته عبر جمعيته العمومية. وأكد أن الآمال تبقى معلقة على الاتحاد القادم لوضع برنامج عمل واضح ومتطور ينهض بكرة القدم السورية.

الأندية السورية تتحضر للدوري الممتاز لكرة القدم
مشاركة المقال: