يعكف مسؤولون أميركيون وصينيون على وضع إطار لاتفاق تجاري، تمهيداً لعرضه على الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ، خلال اجتماعهما المرتقب يوم الخميس. وفي حال إقرار هذا الاتفاق، سيتم تعليق الرسوم الجمركية الأميركية على البضائع الصينية، بالإضافة إلى القيود الصينية على صادرات المعادن الاستراتيجية.
أجرى كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشنغ غانغ ونائب رئيس الوزراء الصيني محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثّل التجاري الأميركي جيميسون غرير، على هامش قمّة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، بهدف تهدئة الحرب التجارية بين البلدين.
صرّح بيسنت للصحافيين قائلاً: "أعتقد أن لدينا إطار عمل ناجحاً للغاية سيناقشه قادة البلدين الخميس المقبل" في كوريا الجنوبية. وأعرب غرير عن تفاؤله بأن "الإطار وصل إلى نقطة حيث سيعقد الزعيمان اجتماعاً مثمراً للغاية".
من جانبه، أكّد كبير المفاوضين التجاريين الصينيين التوصّل إلى "توافق مبدئي" مع واشنطن بشأن قضايا عدّة، تشمل تمديد الهدنة التجارية، وأزمة مخدر "الفنتانيل"، وضوابط التصدير.
وفقاً لشبكة "سي أن أن"، من بين أبرز القضايا التي قد يتضمّنها إطار العمل تأجيل القيود المفروضة على تصدير المعادن النادرة، وهي خطوة تهدف إلى الحفاظ على وصول الولايات المتحدة إلى المواد الأساسية المستخدمة في الصناعات العسكرية، والهواتف الذكية، وأجهزة التلفزيون، وبطاريات المركبات الكهربائية.
أشار وزير الخزانة الأميركي إلى أن المحادثات التي جرت في كوالالمبور أزالت تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، بدءاً من أول تشرين الثاني/نوفمبر. وأضاف أنه من المتوقع أن تؤجّل بكين تطبيق نظام تراخيص المعادن الاستراتيجية لعام واحد، لإعادة النظر في هذه السياسة.
تسيطر الصين على أكثر من 90% من إمدادات العالم من هذه المواد، الضرورية لتصنيع التكنولوجيا الفائقة، بدءاً من السيارات الكهربائية وصولاً إلى أشباه الموصلات والصواريخ.
تُستخدم "المعادن النادرة" مثل الغادولينيوم والديسبروسيوم في قطاعات مختلفة، من أشباه الموصلات وهواتف "آيفون" إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وعلاجات السرطان. وقد ازداد الطلب عليها مؤخراً بفضل التقنية الخضراء التي تساعد في خفض انبعاثات الكربون.
من المقرّر أيضاً أن يتوصّل ترامب وجينبينغ إلى اتّفاق نهائي بشأن نقل ملكية عمليات تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، الذي كان من المقرّر حظره في 20 كانون الثاني/يناير قبل أن يحصل على تمديد لعدّة مرات.
أوضح وزير الخزانة الأميركي أن تفاصيل الصفقة قد تمت تسويتها، وأن ترامب وشي سيتمكّنان من إتمامها خلال أيام. وأضاف: "كانت مهمتي إقناع الجانب الصيني بالموافقة على الصفقة، وأعتقد أننا نجحنا في تحقيق ذلك خلال اليومين الماضيين".
من المتوقّع أن يتضمّن إطار العمل مسألة ضرورة مكافحة إنتاج مادّة الفنتانيل، التي أصبحت في السنوات الأخيرة أحد أبرز أسباب الوفيات بين القصر في الولايات المتحدة.
أفاد كبير المفاوضين التجاريين الصينيين بأن المناقشات مع المسؤولين الأميركيين في كوالالمبور تناولت مجموعة من القضايا، من بينها أزمة "الفنتانيل"، لكنّه لم يقدّم أي تفاصيل بشأن القضايا أو الشروط التي تم الاتّفاق عليها.
تتّهم الولايات المتحدة الصين بالفشل في الحد من تدفّق المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيع هذا المخدّر القاتل، والذي استشهد به ترامب مراراً كمبرّر لفرض الرسوم الجمركية.
ووفقاً للشبكة الأميركية، قد تزيل واشنطن أو تخفّض الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضتها إدارة ترامب في نيسان/أبريل الماضي على الصين، بهدف الحد من تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع "الفنتانيل".
اتّفقت الولايات المتحدة والصين كذلك في ماليزيا على أن تزيد بكين بشكل كبير مشترياتها من فول الصويا الأميركي، وفقاً لوزير الخزانة.
استعملت الصين فول الصويا كورقة رئيسية للضغط على واشنطن، إذ توقّفت عن شراء المحصول تماماً، بعد أن كانت أحد أكبر المشترين لفول الصويا الأميركي.
اشترت الصين العام الماضي ما قيمته حوالي 12.6 مليار دولار من البذور الزيتية، لكنّها بدلاً من ذلك تحوّلت إلى عمليات الشراء من أميركا الجنوبية، ما أضرّ بالمزارعين الأميركيين.
تزايدت الإحباطات بين المزارعين، الذين يمثّلون أساس قاعدة دعم ترامب الانتخابية ويواجهون ضغوطاً من انخفاض الأسعار، وهم ينتظرون بفارغ الصبر المساعدة من واشنطن، والتي توقّفت بسبب إغلاق الحكومة.