الجمعة, 22 أغسطس 2025 09:08 PM

تفاصيل جديدة حول التعاون الأمني بين واشنطن ودمشق في عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة

تفاصيل جديدة حول التعاون الأمني بين واشنطن ودمشق في عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة

تتجه الأنظار نحو العمليات الأمنية المشتركة التي نفذتها القيادة المركزية الأمريكية بالتعاون مع الحكومة السورية، مستهدفة تنظيم “الدولة الإسلامية” في المحافظات السورية. العمليات تعكس الدعم الأمريكي للحكومة السورية في ملف مكافحة الإرهاب.

أحدث العمليات أعلنت عنها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) رسميًا، يوم الخميس 21 آب، مشيرة إلى أن قواتها نفذت مداهمة في بلدة أطمة شمالي سوريا، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية” ومسؤول مالي رئيسي.

العملية نُفذت فجر الأربعاء 20 آب، بالاشتراك مع القوات الحكومية، وبدأت حوالي الساعة الثانية والنصف فجرًا واستمرت نحو ساعتين، وأسفرت عن مقتل قيادي في التنظيم يحمل الجنسية العراقية، وفقًا لمراسل عنب بلدي في إدلب.

وبحسب بيان “سنتكوم”، كان القيادي المقتول يخطط لشن هجمات في سوريا والعراق، ويمتلك شبكة علاقات واسعة داخل التنظيم، ما جعله “تهديدًا مباشرًا” للقوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، إضافة إلى الحكومة السورية.

المحلل السياسي حسن النيفي، أوضح أن العملية الأخيرة في ريف إدلب الشمالي ليست جديدة، بل سبقتها عمليات مشتركة شبيهة لاغتيال أو تعقب شخصيات تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضاف أن العمليات تأتي نتيجة تفاهمات مسبقة وتنسيقات ثلاثية بين الولايات المتحدة الأمريكية و”هيئة تحرير الشام” وتركيا، ربما كانت موجودة قبل سقوط النظام السابق، وأدت إلى مقتل قياديين، أبرزهم قائد التنظيم، “أبو بكر البغدادي”.

وأشار النيفي إلى أن هذه التفاهمات الثلاثية أصبحت تأخذ طابعًا رسميًا بعد سقوط النظام، وأن من الأمور التي طُرحت في لقاء الشرع مع ترامب بالسعودية في 14 أيار الماضي، هي “تعقب الإرهاب” وتعاون الطرفين في محاربته.

أهداف أمريكا

يعكس تنسيق الولايات المتحدة الأمريكية مع الحكومة السورية أهداف أمريكا في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، خاصة بعد سقوط النظام السابق وزوال النفوذ الإيراني في المنطقة، إذ حرصت أمريكا على أن تكون سوريا “خالية من الإرهاب”، بحسب النيفي. وترجم هذا التنسيق بالنتائج الإيجابية التي شهدتها العمليات الأمنية المشتركة، ولا سيما العملية الأخيرة التي أدت لمقتل قيادي من تنظيم “الدولة” عراقي الجنسية.

الحكومة السورية قوة محلية

أوضح النيفي أنه ربما توجد بعض الخلايا النائمة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وبإمكانها القيام ببعض العمليات، ولكنها لا تشكل خطرًا على المنطقة. الخطة المتبعة لمواجهة هذه الخلايا من قبل واشنطن، هي تعقبها والاعتماد على النشاط الاستخباراتي بالتنسيق مع شركاء محليين متمثلة بالحكومة السورية الحالية. ويرى النيفي أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها التخلي عن الحكومة السورية في مساعدتها بملف مكافحة الإرهاب، فمهما بلغت قوة أمريكا فهي بحاجة دائمًا إلى قوة محلية ليكتمل الدور المناهض لمحاربة التنظيم.

أتوقع على مدى المنظور القريب، استمرار التعاون الأمريكي- السوري في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” بالمنطقة، في حال لم تحدث مستجدات مباغتة.

المحلل السياسي

حسن النيفي

ماذا عن فرنسا

التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، في باريس. وزارة الخارجية السورية وصفت اللقاء بأنه “صريح وبنّاء”، وأتى “ضمن إطار تعاون الأطراف المشاركة وفي لحظة فارقة تمر بها سوريا”. وبحسب الخارجية، توافقت كل من سوريا وفرنسا وأمريكا على الالتزام بالتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها للتصدي للتحديات الأمنية.

يرى المحلل السياسي، حسن النيفي، أن الدور الفرنسي لا يرقى إلى الدور الأمريكي في ملف مكافحة الإرهاب، موضحًا أن فرنسا لا تمتلك القوات والدعم العسكري الذي توفره أمريكا، ورغم أنها إحدى الأطراف المشاركة بالتحالف الدولي، فإن ما يمكن أن تقدمه للحكومة السورية هو الدعم (المالي، الاستخباراتي، السياسي)، بعيدًا عن الدعم العسكري.

عمليات مشتركة

تُعد عملية أطمة الثانية من نوعها بين التحالف الدولي والحكومة السورية، بعد عملية نفذت في 25 تموز الماضي ضد التنظيم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصره. وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أنها نفذت غارة في مدينة الباب قُتل خلالها القيادي في التنظيم ضياء زوبع مصلح الحرداني، إضافة إلى ابنيه عبد الله وعبد الرحمن. وبحسب القيادة، شكّل هؤلاء تهديدًا للقوات الأمريكية والتحالف، وكذلك للحكومة السورية. وأوضح البيان أن الموقع المستهدف كان يضم ثلاث نساء وثلاثة أطفال لم يُصب أحد منهم بأذى.

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، إن قواته ستواصل ملاحقة عناصر التنظيم أينما كانوا. وأعلنت القيادة المركزية، في حزيران الماضي، أنها نفذت ست عمليات ضد التنظيم في سوريا والعراق خلال عام 2025، خمس منها في العراق وواحدة في سوريا. وأوضحت القيادة أن هذه العمليات، التي جرت بين 21 و27 أيار، أسفرت عن مقتل عنصرين من التنظيم واعتقال اثنين آخرين، أحدهما قيادي، بالإضافة إلى ضبط أسلحة متعددة.

مشاركة المقال: