قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن رأس النظام السوري بشار الأسد لايزال متمسكاً بالسلطة رغم الأوضاع المأساوية في سوريا، ويرى فرصة في التغيرات الإقليمية الحالية. ويعتقد الأسد أن ضعف إيران وحزب الله يتيح له الاعتماد بشكل أكبر على روسيا والتقرب من دول الخليج.
أضافت الصحيفة أن العالم يركز على الصراعات في غزة ولبنان، متجاهلاً الأزمة المتفاقمة في سوريا، التي تشهد تصاعداً في أعمال العنف.
وأشارت إلى الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع إيرانية وسورية في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك دمشق، وتدمير منشأة مشتركة بين إيران وسوريا وحزب الله. كما ذكرت الهجمات المتبادلة بين الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الأمريكية، والقصف التركي للمواقع الكردية، وتصعيد القصف الروسي والسوري على إدلب، ونشاط تنظيم الدولة في الصحراء الشرقية.
وذكر التقرير أن الأسد يراقب هذه التطورات بقلق، ويعتمد على إيران وحزب الله للبقاء في السلطة. ولكنه يسعى للاستفادة من التغيرات الإقليمية لتعزيز موقفه.
وأوضح أن الأسد يرى في ضعف إيران وحزب الله فرصة لتعزيز العلاقات مع روسيا ودول الخليج، للحصول على التمويل والدعم السياسي. ويرى أن موسكو قادرة على مواجهة النفوذ الغربي وتسهيل التقارب مع تركيا وتسريع عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وأشار التقرير إلى أن محاولات إعادة تأهيل الأسد تزداد زخماً، وأن دولاً أوروبية تسعى للتخلي عن سياسة العزلة وإعادة اللاجئين السوريين، مقابل دعم مالي وسياسي.
وحذر التقرير من أن الأسد قد يستغل هذه المفاوضات لتحقيق مكاسب دون تقديم تنازلات حقيقية، وأنه يأمل في تغيير السياسات الأمريكية تجاه سوريا ورفع العقوبات دون الالتزام بعملية سياسية.
وختم التقرير بأن الأسد يفضل الثبات على موقفه وانتظار تغير الظروف، وإلا فقد يخسر كل شيء.
