الإثنين, 28 أبريل 2025 07:37 PM

جامعة حلب الحرة: طلاب يطالبون بتخفيض الأقساط الدراسية وسط أزمة اقتصادية وتجاهل رسمي

جامعة حلب الحرة: طلاب يطالبون بتخفيض الأقساط الدراسية وسط أزمة اقتصادية وتجاهل رسمي

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها طلاب جامعة حلب الحرة، ومع استمرار ارتفاع الأقساط الدراسية، تصاعدت مطالبات الطلاب بإيجاد حلول عادلة تراعي أوضاعهم، وسط تجاهل رسمي زاد من حالة الغضب والاستياء بين صفوفهم.

مطالب مشروعة بعد سنوات من الحصار والمعاناة

في تصريح خاص لمنصة، أوضح هاني نشمي البرجس، رئيس مكتب الطلبة، أن التحرك الطلابي جاء بعد سنوات طويلة من المعاناة خلال حصار حلب، حيث قدّم كثير من الطلاب أرواحهم فداءً للوطن، بينما واصل آخرون صمودهم رغم الظروف القاسية. وأضاف البرجس: "بعد تحرير حلب، رأينا أنه من حقنا أن نحصل على نوع من الإنصاف والتقدير لتضحياتنا. كثير من الطلاب اضطروا للعودة إلى قراهم لإعادة إعمار منازلهم وأراضيهم، مما جعل دفع أقساط دراسية مرتفعة أمراً بالغ الصعوبة". وأشار البرجس إلى أن أقساط جامعة حلب في المناطق المحررة ارتفعت بشكل كبير لتصل إلى نحو 700 دولار سنويًا، في ظل إلغاء الحسومات التي كانت تُمنح سابقاً للأزواج والإخوة وأبناء العائلات الواحدة، مما ضاعف العبء المالي على كثير من الأسر.

جهود مستمرة ومطالب متكررة دون استجابة

كشف البرجس أن مكتب الطلبة قدّم عدة مطالبات لإدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي بغرض تخفيض الأقساط أو إعادة العمل بالحسومات السابقة، إلا أن الردود جاءت سلبية في كل مرة، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مبدئيًا على تخفيض 30%، ثم ارتفع إلى 40% بناءً على وعود شفهية من بعض المسؤولين. وأضاف: "طالبنا بحسم 50% لأن الطلاب ببساطة لم يعودوا قادرين على دفع الأقساط، خصوصاً أن أبناء الجامعات الحكومية الأخرى يدرسون شبه مجاناً، فلماذا طلاب حلب يدفعون مبالغ مرتفعة رغم أنهم ينتمون إلى نفس المنظومة الوطنية؟".

التهديد بإلغاء القيود وتفاقم الأزمة

مع اقتراب نهاية شهر نيسان، فوجئ الطلاب بقرار إدارة الجامعة الذي ينص على إلغاء قيد أي طالب لم يسدد كامل قسطه قبل يوم 30 من الشهر، وهو ما أثار حالة من الذعر والاستياء بين الطلبة. حول ذلك، أكد البرجس: "معنى إلغاء القيد أن الطالب الذي وصل للسنة الخامسة في دراسته، مثل طب الأسنان مثلاً، قد يخسر سنوات من عمره دون أن تُحتسب له، وهذا ظلم واضح لا يمكن القبول به".

الطالب محمد عبد: "لم نعد قادرين على الصمود"

من جهته، قال الطالب محمد عبد، في مداخلة خاصة لمنصة: "نحن كطلاب تحملنا الحرب والحصار وكل شيء من أجل أن نكمل تعليمنا، واليوم بدل أن يتم إنصافنا، نجد أنفسنا مهددين بالطرد من الجامعة بسبب عجزنا عن دفع الأقساط. أغلبنا بالكاد يوفر مصروف يومه، كيف لنا أن نسدد مبالغ خيالية وسط هذا الوضع؟". وأكد محمد عبد أن الطلاب لم يختاروا التصعيد والاحتجاج إلا بعدما أُغلقت في وجوههم كل الحلول، مشيراً إلى أن تحركهم السلمي هو محاولة أخيرة لإيصال صوتهم للجهات المعنية قبل فوات الأوان.

مشاركة المقال: