الخميس, 28 أغسطس 2025 11:49 PM

جامعة حلب و"العاديات" تتعاونان لإعادة إعمار وتأهيل حلب القديمة: محاضرة تسلط الضوء على الجهود المشتركة

جامعة حلب و"العاديات" تتعاونان لإعادة إعمار وتأهيل حلب القديمة: محاضرة تسلط الضوء على الجهود المشتركة

بالتعاون بين جامعة حلب وجمعية العاديات، نُظمت اليوم محاضرة علمية بعنوان "إعادة إعمار وتأهيل حلب القديمة" في مدرج معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب. هدفت المحاضرة إلى الحفاظ على التراث الحضاري للمدينة وتنميته ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.

حضر المحاضرة نخبة من الأكاديميين والمهندسين والمهتمين بالشأن التراثي والتاريخي، وذلك لمناقشة أفضل السبل لإعادة إعمار مدينة حلب القديمة، التي تُعد من أقدم المدن المأهولة في العالم وموقعاً تراثياً عالمياً.

افتتحت الدكتورة بثينة جلخي، عميدة معهد التراث العلمي العربي، المحاضرة، مؤكدة على الدور المحوري للجامعة كمؤسسة علمية وبحثية في عملية إعادة الإعمار، خاصة في مجالات البحث العلمي والتخطيط الحضري المستدام. كما أشارت إلى أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الثقافية والتراثية لتعزيز مشاريع التأهيل والحفاظ على الهوية المعمارية والفكرية للمدينة.

من جهته، استعرض المهندس محمد خير الدين الرفاعي، رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات، الأعمال المنفذة والدروس المستفادة، وقدم خطة العمل المستقبلية والرؤى والجهود التي تبذلها الجمعية في مجال الحفاظ على التراث. وتطرق في محاضرته إلى التحديات التقنية والهندسية والمالية التي تواجه عملية إعادة الإعمار، مقترحاً حلولاً علمية وعملية تعتمد على دراسة الواقع ومراعاة الأصالة والمعاصرة.

أكد الاستشاري في العمارة والترميم والحفاظ على المعالم والمدن التاريخية على ضرورة اعتماد منهجية تشاركية تشمل الخبراء المحليين والدوليين لضمان دقة وجدوى المشاريع المقترحة.

كما استعرض المهندس الرفاعي صوراً توضح الدمار حول القلعة وضمنها وجامع الخيرية ومحيط الجامع الأموي، مبيناً أن العمليات شملت تطهير الألغام والمتفجرات والحفاظ على أنقاض المعالم الأثرية لاستخدامها مرة أخرى في عمليات التأهيل، والأعمال المنجزة في خان الشونة وخان الوزير والمطبخ العجمي وباب النصر، والتدخلات العاجلة لإصلاح المرافق والتدعيم الطارئ للأزقة والمعالم الأثرية، واستعرض الإطار الإداري لضرورة تعديل القوانين وتعديل الأنظمة النافذة ودور الإدارات الرسمية ودور الهيئات المجتمعية والمجتمع المدني في إعادة الإعمار.

واستعرض المهندس الرفاعي أعمال جمعية العاديات بين عامي 2012_2016 في مجال الأرشفة والتوثيق الرقمي ودورها خلال معركة التحرير في مجال المتابعات الميدانية.

تمثل هذه المحاضرة نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والجمعيات الأهلية، سعياً لتحقيق هدف مشترك هو إعادة إحياء التراث الحضاري لمدينة حلب، وترميم نسيجها المعماري والتاريخي الفريد، لتعود من جديد شاهداً حياً على عراقتها وأصالتها.

مشاركة المقال: