الأربعاء, 11 يونيو 2025 04:59 PM

جدل حول "الاحتشام الإجباري": هل يقيد تعميم وزارة السياحة الحريات على الشواطئ السورية؟

جدل حول "الاحتشام الإجباري": هل يقيد تعميم وزارة السياحة الحريات على الشواطئ السورية؟

أثار تعميم صادر عن وزارة السياحة السورية موجة جدل واسعة، لا سيما فيما يتعلق بالفقرة التي تطلب من رواد الشواطئ والمسابح العامة ارتداء "ملابس سباحة مناسبة تراعي الذوق العام"، وهو ما اعتبره كثيرون مساساً بالحريات الشخصية ومخالفة للإعلان الدستوري الذي يكفل تلك الحريات.

وزارة السياحة أصدرت قبل قليل تعاميم ضمان السلامة العامة والأمان في الشواطئ والمسابح، والتي حملت في مادتها الأولى إجراءات سلامة وأمان ستكون ممتازة بحال التأكد من تطبيقها، بينما حملت المادة الثانية مساساً مباشراً بالحريات العامة والخاصة.

وتقول المادة الثانية إنه يطلب من رواد المسابح العامة الالتزام بارتداء ملابس سياحة مناسبة "تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع احتراماً للتنوع الثقافي والاجتماعي والديني في سوريا".

ودعت السياحة إلى الالتزام بارتداء ملابس سباحة أكثر احتشاماً في الشواطئ والمسابح العامة، مثل البوركيني أو ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر. ارتداء ملابس سباحة "محتشمة" لا يبدو أنه كافياً، حيث طالبت وزارة السياحة النساء بارتداء غطاء للشاطئ أو ملابس فضفاضة فوق ملابس السباحة عند التنقل بين الشاطئ وأماكن أخرى.

ولم يسقط الرجال من قائمة القوانين، في توازن جندري واضح يحسب لوزارة السياحة، التي طالبت الرجال بارتداء قميص عند عدم السباحة في الماء، وعدم السماح لهم بالظهور عراة الصدر بالأماكن العامة خارج منطقة السباحة.

ومن مبدأ "التفضيل"، قال تعميم وزارة السياحة إنه يفضل ارتداء الملابس الفضفاضة وتغطية الكتفين والركبتين وتجنب الملابس الشفافة والضيقة في الأماكن العامة خارج الشواطئ.

اللافت أن هذه القيود لا تنطبق على الشواطئ والمسابح الخاصة أو الموجودة في المنتجعات والفنادق من فئة أربع وخمس نجوم، حيث يُسمح بارتداء "ملابس السباحة الغربية" ضمن حدود الآداب العامة، هذا التفاوت أثار انتقادات واسعة حول التمييز بين الزوار حسب قدرتهم المادية.

عدد كبير من التعليقات انتقدت الطابع "الأبوي" للتعميم، وقال "محمد" «قوانين السلامة جيدة، لكن ليش التدخل بلباس الناس؟ الأمن موجود، والمخالف يُعاقب، خلّوا الشعب يتنفس!»، وأضاف: «يلي معه مصاري بيلبس يلي بدو ياه، وبقية الناس يتقيدوا؟»، وأيده "زاهر": «الفقير لازم يتستر، والغني يلبس يلي بدو ياه؟!» ماريا تساءلت: «بدنا نحترم كل الأطياف يعني نلبس بوركيني؟ ولا هني بدهم يحترموا الكل ويخلوا كل حدا يلبس عكيفه؟»، أما "يعقوب" فقال: «منيح في استثناء للمنتجعات، صار في مساحة للبوركيني والبيكيني معاً!».

بدورها علقت صفحة "مجتمع سوريا المدني" منتقدة التعميم وقالت: «نحنا على شط بحر ولا بجامع؟ اللباس حرية شخصية، والضوابط لازم تكون لأمان الناس مش أجسادهم». "بشار" قال: «اتركوا الناس بحالها. البلد بحاجة أمان ونظافة واستقرار، مش رقابة على الكتاف والركب!»، وأضاف: «اتمنيت شوف المحافظة عالنظافة، شوف منع للدخول بالسلاح مثلا».

وهكذا يبدو أن وزارة السياحة قررت أن تبدأ موسم الصيف ليس فقط بدرجات حرارة مرتفعة، بل أيضاً بدرجة عالية من "الاحتشام الإجباري"، وبينما يبقى البحر مكاناً للسباحة والراحة، صار على الزوار أن يحزموا معهم ملابس طويلة، ومفاهيم قصيرة عن الحريات.

مشاركة المقال: