أثارت جريمة قتل مروعة، وقعت يوم الجمعة، استياءً وغضبًا واسعًا في العاصمة السورية دمشق. راحت ضحية هذه الجريمة المزدوجة الطبيبة المعروفة أمل البستاني ومساعدتها المنزلية، وذلك في أحد الأحياء الراقية بالمدينة.
ذكرت وسائل إعلام محلية أن مسلحين اقتحموا منزل الطبيبة أمل البستاني، الكائن في حي المالكي الراقي بدمشق، واعتدوا عليها وعلى مساعدتها بالضرب المبرح حتى الموت، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وقد وقعت الجريمة في وضح النهار، وفي أحد أكثر الأحياء تحصينًا في المدينة، الأمر الذي أثار صدمة واستياءً كبيرين بين السكان.
تجري حاليًا التحقيقات للكشف عن دوافع الجريمة وهوية المسؤولين عنها، وسط مطالبات شعبية بتعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة. وقد بدأت الجهات المختصة التحقيق لكشف ملابسات الحادثة والقبض على الجناة.
يُذكر أن الطبيبة أمل البستاني وزوجها الراحل قد أسسا شركة أسيل، التي تُعد من أبرز المؤسسات الصناعية السورية في قطاع النسيج. كما تُعتبر الطبيبة من الشخصيات النسائية الدمشقية البارزة في مجال العمل الإنساني. وقد أشارت تقارير صحفية إلى أن السرقة كانت الدافع وراء اقتحام المسلحين لمنزلها.
عبر ناشطون سوريون عن غضبهم الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا بتعزيز الأمن في أحياء العاصمة، مشيرين إلى أن هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي تشهدها مناطق مختلفة من البلاد، في ظل تصاعد مظاهر الفلتان الأمني وانتشار السلاح.
وبلغ عدد الجرائم الجنائية والقتل منذ مطلع العام 2025 في محافظات سورية متفرقة 213 جريمة راح ضحيتها، 238 شخصًا هم: 189 رجلًا، و14 طفلًا، و35 امرأة، وفق تقارير سورية حقوقية.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر / كانون الأول الماضي، اتخذت السلطة السورية الجديدة سلسلة من الإجراءات الأمنية لتعزيز الاستقرار في العاصمة دمشق، شملت حصر الأسلحة بيد الدولة، حيث نُفّذت مداهمات لمصادرة السلاح وضبط شبكات ترويج المخدرات، مع فرض عقوبات صارمة على حيازته دون ترخيص.
كما أنشئت مراكز لتسوية أوضاع عناصر الفصائل المسلحة وتسليم أسلحتهم، في إطار خطة شاملة لبسط سيطرة الدولة. وأعادت الحكومة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة بتعيين قيادة جديدة وتوحيد مهام الأجهزة الأمنية المختلفة. (alaraby)