الإثنين, 20 أكتوبر 2025 11:37 PM

جورجيا ميلوني: ثلاث سنوات في السلطة تعزز مكانتها محلياً ودولياً

جورجيا ميلوني: ثلاث سنوات في السلطة تعزز مكانتها محلياً ودولياً

بعد مرور ثلاث سنوات على تولي جورجيا ميلوني منصب رئاسة الوزراء في إيطاليا، يتمتع حزبها اليميني المتشدد بشعبية كبيرة وحكومتها بوضع قوي، مع استقرار ملحوظ في الاقتصاد.

وصفت جوليا ديفيسكوفي، وهي طبيبة تبلغ من العمر 31 عاماً وشاركت في مسيرة لأنصار حزب ميلوني "أخوة إيطاليا" في فلورنسا، ميلوني بأنها "شخصية جادة".

وذكرت فرانس برس أن ميلوني قد تكون من بين أفضل رؤساء الوزراء منذ سيلفيو برلسكوني.

وعلى الرغم من أن فترة حكمها لا تزال أقصر بكثير من فترة السنوات التسع التي قضاها برلسكوني في رئاسة الوزراء، إلا أن ائتلافها يتميز بالاستمرارية مقارنة بالحكومات السبعين التي شهدتها البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

ويتصدر حزبها استطلاعات الرأي بتأييد يتجاوز بانتظام نسبة 26% التي فاز بها في انتخابات 2022، والتي شهدت تنصيب ميلوني كأول رئيسة وزراء إيطالية في 22 أكتوبر من ذلك العام.

وفي ثلاثة انتخابات محلية جرت في الأسابيع الأخيرة، زاد حزبها من الدعم الذي يحظى به حتى في منطقة توسكانة، التي تعتبر معقلاً لليسار.

وفي كلمة ألقتها خلال فعالية انتخابية في ساحة سان لورينزو في وسط فلورنسا، هاجمت ميلوني اليساريين الذين قالت إنهم يفضلون رؤية إيطاليا حبيسة دور الشريك الأصغر لفرنسا وألمانيا.

وأشارت بشكل خاص إلى التقدم الاقتصادي الذي حققته بلادها، مؤكدة أن تكاليف الاقتراض الآن أقل من تلك الموجودة في فرنسا.

وأكدت وسط تصفيق الحشود أن "دولة رائدة مثل إيطاليا يجب ألا تكون إطار احتياط لأي طرف آخر".

بصفتها رئيسة حكومة، حجزت ميلوني لنفسها مقعداً في المناسبات الرئيسية وزارت البيت الأبيض بانتظام، وكانت المرأة الوحيدة بين قادة الدول الذين حضروا التوقيع في مصر على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي تلك المناسبة، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بميلوني، واصفاً إياها بأنها "مذهلة.. وسياسية ناجحة جداً" و"سيدة جميلة".

وأشار دبلوماسي أوروبي إلى أن "الإيطاليين يشعرون بالفخر من طريقة تمثيلها لهم على الساحة الدولية. إنها تتواصل ببراعة".

وفي حي غارباتيلا للطبقة العاملة في روما، حيث نشأت ميلوني، توافق مارتينا لادينا، وهي إحدى السكان، على هذا التقييم.

وقالت لادينا البالغة من العمر 36 عاماً لفرانس برس إنها "عندما تتحدث مع باقي قادة الدول، تتحدث بكل تلك اللغات، وتواجه الرجال". وأضافت "إنها شجاعة وقوية".

ويرى لورينزو بريلياسكو، مؤسس معهد "يوتريند" لاستطلاعات الرأي، أن "نشاط" رئيسة الوزراء الدبلوماسي "عزز صورتها كزعيمة" بينما "لم ترتكب أي زلات كبيرة".

وأشار إلى أنها لم تقم بتغييرات كبيرة على الصعيد الداخلي من شأنها أن تبعد ناخبيها.

وتراجعت الهجرة غير النظامية، التي تعد من أبرز القضايا في حملة ميلوني وحلفائها، لكن الحكومة زادت أيضاً عدد التأشيرات للعاملين بشكل قانوني من غير مواطني الاتحاد الأوروبي.

خفضت روما الضرائب وشددت العقوبات على المحتجين واتخذت خطوات باتجاه إصلاح القضاء، لكنها لم تبدأ بمعالجة المشاكل البنيوية التي يعتقد كثيرون بأنها تعرقل تقدم إيطاليا.

تظهر استطلاعات الرأي أن القدرة الشرائية هي أكثر ما يثير قلق الإيطاليين في ظل الجمود الذي طرأ على الأجور.

وتشمل الشكاوى الرئيسية الأخرى وضع نظام الصحة العامة حيث لم تواكب الاستثمارات وتيرة التضخم.

وتأمل إيطاليا أن يتراجع العجز لديها ليصبح ضمن حدود العجز المقبول في الاتحاد الأوروبي هذا العام، لكن الديون ما زالت تشكل 135% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويتوقع أن يبلغ النمو 0.5% فقط هذا العام، رغم أن إيطاليا حصلت على 140 مليار يورو (163 مليار دولار) بموجب خطة الاتحاد الأوروبي للتعافي ما بعد كوفيد، مع توقعات أن تحصل على المزيد بحلول العام 2026.

وأقرت ميلوني في فلورنسا بأن حكومتها "لم تحقق معجزات"، لكنها شددت على أن "الأمور تتحسن".

وأشار بريلياسكو إلى صلابة ائتلاف ميلوني الذي يضم حزب ماتيو سالفيني "الرابطة" اليميني المتشدد وحزب برلسكوني المحافظ "فورزا إيطاليا".

في المقابل، تعاني المعارضة المتمثلة بالحزب الديموقراطي اليساري وحركة "خمس نجوم" انقسامات.

وقال المحلل "إنهم لا يحبون جورجيا ميلوني بالضرورة.. (لكن) شريحة كبيرة من الناخبين الإيطاليين لا ترى أي خيارات بديلة يمكن حقاً الوثوق بها".

وعزز الحزب الديموقراطي وحركة "خمس نجوم" تعاونهما إذ طرحا مرشحين مشتركين في الانتخابات فيما سعى الحزبان مؤخراً لاستغلال الغضب الشعبي حيال ما يحصل في غزة.

وتظاهر مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة مطالبين ميلوني باعتماد موقف أكثر تشدداً حيال إسرائيل على خلفية حرب غزة ومطالبين إيطاليا بالانضمام إلى صفوف بلدان أوروبية أخرى اعترفت بدولة فلسطين.

وفي غارباتيلا، انتقدت ماريا وميريلا ولوكريتسيا رئيسة الوزراء.

وقالت ماريا (68 عاماً) "صوت لها مرة.. لكني لن أصوت لها بعد الآن. إنها فتاة ذكية جداً لكنها عملياً لم تقم بالكثير".

أما موقف ميريلا (62 عاماً) فكان أكثر حدة إذ قالت إن ميلوني "فاشية. تقول إنها ليست كذلك، لكنها في الواقع كذلك".

واشتكت لوكريتسيا (58 عاماً)، من الضرائب المرتفعة والضغط على نظام الصحة العامة وعدم انتشار ما يكفي من عناصر الشرطة في الشوارع.

مشاركة المقال: