الثلاثاء, 22 يوليو 2025 01:07 PM

حرائق اللاذقية تلتهم غابات الفرنلق وتثير قلقًا بيئيًا واسعًا

حرائق اللاذقية تلتهم غابات الفرنلق وتثير قلقًا بيئيًا واسعًا

تتسارع وتيرة الحرائق في محافظة اللاذقية غربي سوريا منذ أيام، حيث وصلت النيران مساء الأحد 6 تموز إلى منطقة غابات "الفرنلق" في ريف اللاذقية، مما ينذر بتفاقم الوضع.

أفاد بيان صادر عن فريق "الدفاع المدني السوري" بأن الحرائق الحراجية قد وصلت إلى غابات "الفرنلق" مساء الأحد، الأمر الذي يزيد من اتساع رقعة الحرائق ويعيق جهود السيطرة عليها.

وأوضح الفريق أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني، وأفواج إطفاء الحراج، بالإضافة إلى فرق الإطفاء التركية، بذلت جهودًا مضنية خلال الليلة الماضية لإخماد حرائق الغابات التي اشتدت في موقعين في جبل التركمان وغابات الفرنلق. امتدت النيران في أحد وديان جبال التركمان شديد الانحدار، وعملت الفرق على قطع طريق النيران وما زالت تحاول إخمادها.

كما امتدت النيران في عدة بؤر باتجاه غابات "الفرنلق" مع ازدياد سرعة الرياح، علمًا بأنها غابات كثيفة جدًا وذات تضاريس وعرة للغاية، وتعمل الفرق جاهدة على وقف انتشار النيران.

تعتبر غابات "الفرنلق" محمية طبيعية ومن أكبر المناطق الحراجية في سوريا، وتقع في شمال محافظة اللاذقية ضمن منطقة الباير، التي تمتد على الجبال الساحلية، وتغطي مساحة 1500 هكتار، وتحتوي على أكثر من 200 نوع من النباتات.

تم إعلان غابات "الفرنلق" كمحمية طبيعية عام 1999 بهدف حماية النظام البيئي الحراجي والتنوع البيولوجي، وقررت الحكومة منذ ذلك الحين تعيين حراسًا لها لحمايتها من التعديات والحرائق.

وفي تصريح سابق، ذكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أن مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعًا قد تحولت إلى رماد بسبب الحرائق المندلعة في اللاذقية منذ أيام.

وأضاف الصالح، الذي يوجه الاستجابة على الأرض في اللاذقية، في منشور عبر منصة "إكس"، أن جهودًا كبيرة يبذلها 80 فريقًا من الدفاع المدني السوري ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث وعدة فرق من فوج الإطفاء الحراجي التابعة لوزارة الزراعة، مدعومة بمؤازرة من بعض المؤسسات الحكومية.

ويشارك في إطفاء الحرائق 160 آلية إطفاء و12 آلية هندسية ثقيلة لتقسيم الغابات إلى قطاعات يسهل التعامل معها وفتح طرق أمام سيارات الإطفاء.

وتساعد في الإطفاء مروحيات تابعة للجيش السوري، والتي تعمل على إخماد الحرائق في المناطق التي يصعب الوصول إليها برًا في ريف اللاذقية.

وفي حديث لعنب بلدي في 4 تموز الحالي، قال مدير الدفاع المدني السوري في اللاذقية، عبد الكافي كيال، إن الحرائق تعد الأصعب نظرًا لوعورة الطرقات والتضاريس، ووجود الألغام والأسلحة المقذوفة غير المنفجرة، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط تصل إلى بؤر النيران.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد أكد في 1 تموز الحالي أن سوريا تشهد ارتفاعًا خطيرًا في معدل اندلاع حرائق الغابات والأحراش.

وأشار الصالح إلى أن عدد الحرائق بلغ منذ بداية نيسان وحتى نهاية شهر حزيران الماضي 3579 حريقًا، توزعت على 12 محافظة، مما يهدد مستقبل التوازن البيئي للأجيال القادمة.

وأضاف الوزير أن سوريا واجهت منذ بداية شهر نيسان الماضي وحتى نهاية شهر حزيران الماضي واحدة من أكثر موجات الحرائق الحراجية والزراعية اتساعًا وخطورة.

مشاركة المقال: