الإثنين, 18 أغسطس 2025 10:51 AM

حرائق سهل الغاب في حماة: خسائر فادحة تطال 5500 هكتار وتثير مخاوف من تدهور الأراضي

حرائق سهل الغاب في حماة: خسائر فادحة تطال 5500 هكتار وتثير مخاوف من تدهور الأراضي

تسببت سلسلة حرائق متتالية في سهل الغاب بمحافظة حماة خلال الأسابيع الأخيرة في أضرار جسيمة للأراضي الزراعية والغابات. وأفاد أنس برهوم، مدير دائرة الحراج في السهل، بأن عدد الحرائق المسجلة منذ بداية الموسم بلغ 25 حريقًا.

وأوضح برهوم أن الحرائق التي اندلعت خلال الأيام الـ11 الماضية قد أتت على 4,000 هكتار، بالإضافة إلى 1,500 هكتار أخرى احترقت في وقت سابق. وشملت الخسائر 500 دونم من الأراضي الخاصة المزروعة بالأشجار المثمرة، وغابة صنوبرية في قرية “أبو قبيس” شمال غربي حماة، بالإضافة إلى أشجار السنديان والبلوط والبطم الفلسطيني.

وأكد برهوم عدم وقوع خسائر بشرية، مشيرًا إلى أن أسباب الحرائق تنوعت بين مفتعلة ومجهولة، بالإضافة إلى بعض الحالات الناجمة عن الإهمال. وتواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في الوصول إلى بؤر النيران بسبب وعورة التضاريس الجبلية وشدة انحدارها، إضافة إلى غياب خطوط النار المسبقة، مما أعاق وصول الآليات وأخر السيطرة على الحرائق، خاصة مع اشتداد الرياح التي ساهمت في انتشارها.

وأشار إلى استجابة فرق الإطفاء والدفاع المدني منذ اندلاع الحرائق، بمشاركة من المجتمع المحلي. وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، أوضح برهوم أن الجهود ستركز على إعادة التحريج حسب الإمكانيات المتاحة، وإعادة تأهيل الغابات المتضررة، مع التركيز على حماية المناطق شديدة الانحدار للحد من انجراف التربة والانهدامات التي قد تؤثر على القرى الواقعة أسفل الجبال.

كما ساهم الجفاف وانحباس الأمطار في جفاف الغطاء النباتي، مما زاد من سرعة انتشار الحرائق، بالإضافة إلى تأثير الرياح في توسع رقعة النيران. وأشار برهوم إلى أن ضعف الإمكانيات وتأخر تمويل الخطة الاستثمارية أعاقا إصلاح آليات الإطفاء التابعة لهيئة تطوير الغاب ودائرة الحراج، بينما أثر نقص الكوادر والأدوات في مواجهة النيران.

إخماد الحرائق

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية المؤقتة، رائد الصالح، عبر منشور في منصة “إكس”، عن إخماد وتبريد كامل لحرائق الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة لضمان عدم تجدد النيران. وامتدت الحرائق إلى منطقة شطحة في سهل الغاب، وإلى ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وسط صعوبات في إخمادها نتيجة انتشار مخلفات الحرب، بحسب ما ذكر الصالح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقد ساندت مروحيات وزارة الدفاع السورية من “قاعدة المزة الجوية” بدمشق عمليات إطفاء الحرائق في ريف حماة. وقال مسؤول برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء في “الدفاع المدني السوري”، إبراهيم الحسين، إن عدة حالات اختناق وهلع سُجلت بين السكان، مؤكدًا أن جميعها غير خطيرة. وأضاف أن مستشفيات محافظة حماة وريفها استقبلت 32 مصابًا منذ اندلاع الحرائق، التي تزامنت مع حرائق أخرى في محافظة اللاذقية.

مشاركة المقال: