الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 04:38 PM

حصيلة مفزعة: أكثر من 9600 حريق تجتاح سوريا منذ بداية 2025

حصيلة مفزعة: أكثر من 9600 حريق تجتاح سوريا منذ بداية 2025

أفاد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، بأن فرق الإطفاء التابعة للوزارة قد استجابت لما يزيد عن 9600 حريق في مختلف أنحاء المحافظات السورية، وذلك منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية شهر أيلول.

وفي منشور له عبر منصة “إكس“، مساء الثلاثاء 21 من تشرين الأول، أوضح أن حرائق الغابات والحقول الزراعية قد شكلت أكثر من 2100 حريق من إجمالي الحرائق، الأمر الذي يعكس حجم التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها سوريا خلال موسم الصيف.

كما تعاملت الفرق مع ما يقارب 2000 حريق في منازل المدنيين، بالإضافة إلى مئات الحرائق الأخرى التي اندلعت في المحال التجارية ومكبات النفايات والحدائق والمباني العامة.

وقد سجل شهر حزيران أعلى معدل للاستجابات، حيث بلغ عدد عمليات الإطفاء أكثر من 1670 عملية، يليه شهر تموز بـ 1299 عملية، ثم شهر آب بـ 1295 عملية، مما يدل على ارتفاع المخاطر خلال ذروة فصل الصيف، ويستدعي رفع مستوى الجاهزية والاستعداد، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الوقائي في المجتمع، بحسب تعبير الوزير.

واعتبر الصالح أن مواجهة حرائق الغابات والحقول هي مسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونًا مجتمعيًا واسعًا والتزامًا دقيقًا بإرشادات السلامة، داعيًا المواطنين إلى تجنب إشعال النيران في الأماكن المكشوفة، وعدم رمي أعقاب السجائر في الأحراج والمزارع.

ومع اقتراب فصل الشتاء، أشار الصالح إلى أن حرائق مواد التدفئة تزداد، وتشكل خطرًا كبيرًا على حياة السكان، وخاصة في المخيمات، مؤكدًا على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة، ومشددًا على أن كل التزام من المواطنين يمثل خط دفاع إضافي لحماية البيئة والوطن من خطر الحرائق، وحماية العائلة والمجتمع من المخاطر الجسيمة التي قد تهدد حياتهم.

آخر الحرائق الحراجية

وقد شهدت أواخر أيلول الماضي آخر الحرائق الحراجية في ريفي اللاذقية وحمص. وأشار مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، حينها إلى أن الحرائق قد نشبت بشكل متتالٍ في مناطق متباعدة عن بعضها، مما أعاق وصول فرق الإطفاء إليها، لافتًا إلى أن انتشار الألغام ومخلفات الحرب وسرعة الرياح، كانت من أبرز الصعوبات التي واجهت عمل الفرق في الوصول إلى بؤر النيران.

كما لفت الدفاع المدني إلى الصعوبات التي تواجهها فرقه في إخماد الحرائق، والتي تتمثل في:

  • وجود ألغام ومخلفات حرب في محوري جبل التركمان والأكراد بريف اللاذقية، مما يهدد سلامة الفرق ويعرقل وصولها لبؤر النيران.
  • اشتداد سرعة الرياح الشرقية الجافة وتقلبها المستمر، مما يسرّع انتشار النيران في كافة الاتجاهات.
  • التضاريس شديدة الوعورة.
  • عدم وجود مناهل قريبة للتزود بالمياه (قد تصل المسافة إلى 20 و30 كيلومترًا).
  • عدم وجود خطوط نار وطرقات توصل لبؤر الحرائق.
  • الجفاف الشديد في الأعشاب والأشجار (سوريا تمر بأسوأ موجة جفاف منذ 60 عامًا).

حرائق سابقة

وفي آب الماضي، أعلنت قوى الدفاع المدني بالتعاون مع جهات أخرى، إخماد حرائق اندلعت بشكل واسع في حماة واللاذقية. وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد أعلن في 17 من آب الماضي، إخماد وتبريد كامل حرائق الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة لضمان عدم تجدد النيران.

وامتدت الحرائق إلى منطقة شطحة في سهل الغاب، وإلى ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وسط صعوبات في إخمادها نتيجة انتشار مخلفات الحرب، بحسب ما ذكر الصالح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقد ساندت مروحيات وزارة الدفاع السورية من “قاعدة المزة الجوية” بدمشق عمليات إطفاء الحرائق في ريف حماة.

وسبق وأعلن الوزير الصالح، في 15 من تموز الماضي، السيطرة الكاملة على حرائق اندلعت في محافظة اللاذقية، بشكل واسع، بعد 12 يومًا من العمل المتواصل، معتبرًا أن هذه هي نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية عن حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران.

وأسفرت الحرائق حينها عن تضرر أكثر من 14 ألف هكتار بحسب تصريح لوزارة الزراعة، في 4 من آب.

مشاركة المقال: