الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 09:20 PM

حلب تحتفي بالتنوع الثقافي السوري في فعالية "جسور" الجامعة

حلب تحتفي بالتنوع الثقافي السوري في فعالية "جسور" الجامعة

استضافت مدينة حلب فعالية ثقافية مميزة تحت عنوان "الفنون الثقافية"، وذلك في إطار مبادرة "جسور" التي تهدف إلى تعزيز الحوار والتماسك المجتمعي في أعقاب سنوات الحرب. أقيمت الفعالية بدعم من المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع منظمة التنمية السورية، لتكون بمثابة منصة جامعة تجمع الشباب والنساء ومختلف أطياف المجتمع السوري.

أوضح محمد شحادة، المشرف على الفعالية من فريق "جسور"، أن المبادرة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: "المسرح والفلكلور" من خلال عروض موسيقية وفنية تستعيد الذاكرة الشعبية، و"الأركان الثقافية" التي تقدم معارض تعريفية بالتراث السوري المتنوع، بما في ذلك التراث الأرمني والكردي والسرياني والعربي والمسيحي والشركسي. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الفعالية "أعمالاً فنية" أعدها فنانون محليون على مدار أسبوع، تعكس نسيج المجتمع الحلبي.

أشار شحادة إلى أن الفعالية تسعى إلى إعادة بناء جسور التواصل بين السوريين بعد سنوات من الانقطاع بسبب الحرب، وتهدف إلى إتاحة مساحات للتعارف من جديد من خلال الفن والموسيقى.

من جانبه، أكد المطران بطروس قسيس، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، أن الفعالية تعكس عمق التراث السوري وغناه الحضاري، وصرح لمنصة سوريا 24 قائلاً: "سوريا حيّة بشعبها وكنائسها وجوامعها ومراكزها الحضارية". وأضاف أن "هذه الأمسية تجسد إرادة السوريين في التعايش بمحبة وقناعة، واكتشاف بعضهم البعض من جديد على أسس ثقافية وسلمية"، مؤكداً على قدرة الإنسان السوري، بإيمانه العميق، على الصمود وتجاوز التحديات، ودعا إلى استمرار مثل هذه المبادرات التي تعزز روح التعاون بين أطياف المجتمع.

من جهتها، قدمت آيفا مصطفى عرضاً لجزء من التراث الكردي، شمل الآلات الموسيقية والملابس التقليدية والرموز الثقافية المرتبطة بالحب والحرية. وأوضحت أن الألوان في العروض الكردية تحمل دلالات خاصة، فاللون الأصفر يرمز إلى الأمل والحرية، والأحمر يرمز إلى الحنّة. واختتمت حديثها بالقول: "من خلال هذه المشاركة، نعرّف الآخرين بعمق ثقافتنا ونسهم في تعزيز التماسك المجتمعي".

أما ذكية محوك، ممثلة القسم العربي، فقد أكدت خلال حديثها لمنصة سوريا 24 أن الفعالية تجسد هوية حلب كمدينة متعددة الثقافات، وأن "حلب وسوريا عموماً فسيفساء من التعدديات". وأشارت إلى أن مهمة المعرض هي إبراز هذه الهوية على أرض الواقع وإعادة تشكيل النسيج السوري الواحد والمتكامل الذي يعبر عن سوريا التي نحلم بها.

وقدّم محمد كرام ناولو رؤية مختلفة من خلال "طاولة حلبيّة" جمعت مأكولات كردية وأرمنية وشركسية وحلبية. وأوضح لمنصة سوريا 24 أن هذه الطاولة التفاعلية ترمز إلى وحدة المكونات، مشيراً إلى مجسم يد من الطين يرمز إلى الأصل الواحد للإنسان. وأضاف: "الفن والغذاء والرموز الروحية كلها لغات للتواصل، بعيداً عن أي تمييز".

عبّر الزائر وسيم الحاج عن سعادته بالمشاركة قائلاً: "بناء السلام والتماسك المجتمعي هو ما يحتاجه السوريون اليوم أكثر من أي وقت. هذه الفعالية منحت المشاركين فرصة للفرح والتعارف بعد سنوات من التغييب الثقافي".

واستعرض ينال جودت من القسم الشركسي التراث الشركسي الذي يمتد في سوريا منذ أكثر من 150 عاماً، من خلال الزي والفلكلور والعادات. وأكد لمنصة سوريا 24 أن هذه الفعالية "تظهر مدى ترابط السوريين، وتبرز قيمة المحبة والسلام بينهم".

لم تقتصر الفعالية على عرض فنون وثقافات متعددة، بل شكلت مساحة لإعادة اكتشاف السوريين لبعضهم البعض. فمن المسرح إلى الأركان التراثية، ومن الطاولات الغنية بالمأكولات إلى الأغاني والرموز الثقافية، ارتسمت صورة عن سوريا المتنوعة، حيث يشكل التنوع قوة لا عبئاً، وجسراً نحو مستقبل يسوده السلام.

مشاركة المقال: