الجمعة, 24 أكتوبر 2025 12:25 AM

حلب تستنهض همم أبنائها بحملة "حلب ست الكل" لإعادة البناء

حلب تستنهض همم أبنائها بحملة "حلب ست الكل" لإعادة البناء

انطلقت الاستعدادات في محافظة حلب، شمالي سوريا، لحملة تبرعات تهدف إلى دعم المشاريع الخدمية وإصلاح البنية التحتية المتضررة، في المدينة التي عانت الأمرين خلال 14 عامًا من الثورة السورية. وقد تبنت المحافظة رسميًا اسم "حلب ست الكل" للحملة، وذلك يوم الأربعاء 22 من تشرين الأول، بناءً على تصويت الجمهور الذي اختار هذا الاسم بنسبة 30.8% من بين خمسة مقترحات أخرى.

من المتوقع أن تبدأ الحملة في أواخر تشرين الثاني المقبل، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لخروج المدينة عن سيطرة النظام السوري السابق، بعد عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بحكم الأسد. يذكر أن عملية "ردع العدوان" قد أطلقتها فصائل "إدارة العمليات العسكرية" في 27 من تشرين الثاني 2024، وتمكنت من دخول مدينة حلب في 29 من الشهر نفسه، والسيطرة على معظمها في صباح اليوم التالي.

تهدف الحملة، بحسب ما أعلنته المحافظة، إلى دعم المشاريع الخدمية وتعزيز مشاركة المجتمع في تطوير المدينة والنهوض بها، وذلك ضمن "رؤية شاملة لتوحيد الجهود الرسمية والأهلية تحت شعار يجسّد مكانة حلب ودورها المحوري، ويعبّر عن روح الانتماء والعطاء لدى أبنائها".

أوضح مدير دائرة شؤون الإعلام بمحافظة حلب، مأمون الخطيب، أن الحملة ستشمل كافة القطاعات في المحافظة، بما في ذلك المدينة وريفها، معربًا عن أمله في جمع مبالغ كبيرة، معتقدًا أنها ستكون الأكبر على مستوى سوريا. وكان محافظ حلب، عزام الغريب، قد أشار في مناسبات عدة إلى أن الحملة ستكون الأكبر من نوعها في سوريا.

تعاني المدينة من نقص حاد في الخدمات، خاصة في قطاعي الكهرباء والمياه، نتيجة ضعف البنية التحتية. ويأمل الحلبيون أن تسهم الحملة في تحسين المستوى المعيشي للسكان في مختلف المجالات الخدمية والصحية والتعليمية.

أشار الناشط المدني، أحمد حوري، إلى معاناة السكان من الوضع القائم في المدارس، سواء المتضررة أو السليمة، بسبب دورات المياه غير المهيأة وغيرها من المشاكل. ويأمل حوري أن تشمل الحملة أيضًا إصلاح البنية التحتية والطرقات وشبكات الصرف الصحي، ودعم خدمة الإنترنت والخطوط الخليوية، وإصلاح شبكات الكهرباء قبل الشتاء.

يطالب الناشطون، وفقًا لأحمد حلاق، بتقديم الخدمات لكافة مناطق حلب، ووضع الاحتياجات في قائمة الأولويات بناءً على الأكثر احتياجًا. يذكر أن مدينة حلب كانت مقسمة إلى قسمين خلال الفترة من صيف 2012 وحتى أواخر 2016، حيث سيطر النظام السابق على الأحياء الغربية، بينما سيطرت فصائل المعارضة على الأحياء الشرقية التي تعرضت لدمار هائل.

تحتاج سوريا إلى 216 مليار دولار لإعادة إعمارها، وتعتبر محافظات حلب وريف دمشق وحمص الأكثر تضررًا، وفقًا لتقرير للبنك الدولي. كما شهدت محافظة حلب أكبر نسبة دمار في سوريا، بحسب أطلس نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) في عام 2019.

تستند الحملة على دليل احتياجات أعدته المؤسسات الرسمية، وفقًا لأحمد حلاق. وقد تأخرت الحملة بسبب عدم اكتمال الإحصاءات والبيانات المطلوبة. تحتاج المدينة إلى إحصائيات دقيقة لتقدير القيمة المبدئية التي يمكن العمل عليها في مختلف القطاعات.

قسم القائمون على الحملة العمل إلى عدة مسارات، أحدها يتعلق بالعلاقات العامة ودعوة المغتربين والتجار والصناعيين، والآخر يتعلق بالعمل الإعلامي والترويج للحملة، ومسار تنظيمي لتحديد اللوجستيات.

تعتبر حملة "حلب ست الكل" امتدادًا لحملات أخرى انطلقت في مدن سورية أخرى، مثل "الوفاء لإدلب" و"ريفنا بيستاهل" و"دير العز" و"أبشري حوران" و"أربعاء حمص". ويرى أحمد حلاق أن "حلب ست الكل" ستتميز بتنظيمها الدقيق لدليل الاحتياجات وكوادرها.

حملات التبرع الشعبية.. صمود المجتمع في ظل عجز الدولة
مشاركة المقال: