يعيش أهالي حي الليرمون في مدينة حلب واقعًا خدميًا صعبًا، وسط غياب شبه تام للبنى التحتية والمرافق الأساسية. شكاوى متكررة ونداءات مستمرة، يقابلها تأخر واضح في الاستجابة من الجهات المعنية.
حسن سمعو صالح، أحد سكان الحي، قال لمنصة “سوريا 24” إن الخدمات “منعدمة تمامًا”، موضحًا أن “الكهرباء غائبة كليًا، فلا أعمدة ولا أسلاك، والمواصلات لا تدخل الحي، ما يضطر السكان إلى دفع مبالغ باهظة تتجاوز 50 ألف ليرة للوصول إلى مركز مدينة حلب”. وأضاف: “نحن محرومون من أبسط حقوقنا كمواطنين، ولا توجد جهة رسمية تهتم بمطالبنا”.
بدوره، أشار حسن بكرو، من أبناء الحي، إلى أن “مادة الخبز غير متوفرة بشكل كاف، ويضطر الأهالي للذهاب إلى مناطق أخرى للحصول عليه”. وبيّن أن “النفايات تُرمى أمام المنازل لعدم وجود حاويات، ما يسبب روائح مزعجة وانتشارًا للأوبئة، في ظل غياب مراكز ترحيل أو متابعة للملف البيئي”.
ومن جانبه، أوضح ياسر الأخرس، أحد وجهاء الحي، أن الأهالي يطالبون بتسهيل الحصول على رخص البناء والترميم على الشيوع لتشجيع السكان على العودة، بالإضافة إلى فتح الطرقات وفق المخطط التنظيمي للحي. وأضاف: “نطالب أيضًا بدراسة وتنفيذ شبكة كهرباء جديدة، وإصلاح شبكة المياه التي لم تُفعّل حتى الآن، إلى جانب ترميم المستوصف الصحي الوحيد في الحي، والذي لم يعد صالحًا للخدمة”.
وأشار الأخرس كذلك إلى ضرورة ترميم مدرسة مهدمة في الحي، لأن “المدرسة القائمة لا تكفي للعدد المتزايد من التلاميذ”. وأوضح أن “أهالي الحي قدموا طلبًا رسميًا لتزويدهم بحاويات قمامة، لكن دون جدوى”، مشيرًا إلى أهمية تزويد الحي بالمبيدات الحشرية لمنع تفشي الحشرات والبعوض.
وطالب أيضًا بإلغاء مستودعات الأعلاف المهجورة الموجودة وسط الحي واستبدالها بحديقة عامة، لما تسببه من مشاكل صحية وانتشار للقوارض والسوس. كما دعا إلى إعادة دراسة مسار خط السرفيس الحالي ليتناسب مع تنقلات الأهالي، وتشجير مدخل الحي من مفرق الأوتوستراد كخطوة رمزية لتحسين المظهر العام وتشجيع العودة.
رغم تعدد المطالب، ما يزال حي الليرمون ينتظر حلولًا عملية وجادة، تعيد إليه الحياة الطبيعية وتخفف معاناة سكانه اليومية.