الإثنين, 16 يونيو 2025 11:57 PM

حماة تستجيب: حملة تبرع بالدم واسعة تنقذ الأرواح وتعزز ثقافة العطاء

حماة تستجيب: حملة تبرع بالدم واسعة تنقذ الأرواح وتعزز ثقافة العطاء

نظّم بنك الدم في محافظة حماة، بالتعاون مع مديرية صحة حماة، حملة واسعة للتبرع بالدم شملت عددًا من المناطق الحيوية في المحافظة، وهي: حماة، مصياف، السلمية. ولاقت الحملة تفاعلًا كبيرًا من المواطنين، إذ هدفت إلى تعزيز ثقافة العطاء والمسؤولية المجتمعية، ونشر الوعي بأهمية التبرع المنتظم بالدم كوسيلة لإنقاذ الأرواح.

شهدت مراكز التبرع في المدن الثلاث إقبالًا لافتًا من مختلف الفئات العمرية، حيث توالت الطوابير أمام مراكز بنوك الدم لتؤكد أن هذه الثقافة الإنسانية بدأت تترسخ بقوة بين أفراد المجتمع. وأكد القائمون على الحملة أن هذا الإقبال يُعد مؤشرًا إيجابيًا على ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية التبرع بالدم، خاصة في أوقات الأزمات والاحتياجات الطارئة. وأشار المسؤولون في بنك الدم إلى أن التبرع المنتظم ضروري لضمان توافر الكميات الكافية من الدم بمختلف الزمر والفصائل، خصوصًا النادرة منها، التي قد تكون مطلوبة بشكل عاجل لإنقاذ حياة مرضى يعانون أمراضًا مستعصية أو حوادث طارئة.

تأتي هذه المبادرة ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها مديرية صحة حماة لدعم المرافق الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة، وتأمين احتياجاتها من الدم ومكوناته، وهو ما ينعكس مباشرة على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. ودعت المديرية المواطنين من مختلف المناطق إلى التوجه إلى أقرب مركز تبرع بالدم للمشاركة في مثل هذه الحملات، مشددة على أن كل قطرة دم تمثل فرصة جديدة للحياة لشخص آخر.

بسمة فارس، من سكان مدينة حماة، كانت من أوائل المشاركات في الحملة، وعبّرت عن تجربتها قائلة: “التبرع بالدم هو أكثر من مجرد فعل طبي، إنه إحساس عميق بحاجة الآخرين ومعاناتهم”. وأضافت: “التبرع هو فرصة حقيقية لإنقاذ حياة شخص محتاج للدم، خصوصًا إن كان من الزمر النادرة. كما أنه يساعد على التجدد الجسدي ويمنحني شعورًا بأنني أساعد في نشر التوعية المجتمعية حول أهمية التبرع”.

من جهتها، أكدت شغف الجرف، من سكان مدينة السلمية، أن التبرع بالدم ليس فقط حاجة صحية بل قيمة إنسانية عالية: “هو ضرورة، لأنه نوع من العطاء الخالص، خصوصًا إذا كانت الغاية إنقاذ روح بشرية”. وتابعت: “التبرع بالدم تجسيد لمعنى التضحية، ولو كان الشيء المتبرع به بسيطًا، لكن أن يتبرع الإنسان بشيء من جسده للآخرين دون مقابل، هو من أسمى درجات الإنسانية”.

ويُحتفل بـ”اليوم العالمي للتبرع بالدم” سنويًا بإيعاز من منظمة الصحة العالمية، بهدف زيادة الوعي العام بأهمية التبرع الطوعي المنتظم بالدم، وتعزيز الاستعداد المجتمعي لتلبية الحاجات الطارئة، خصوصًا في ظل الكوارث والأزمات التي تتطلب استجابات صحية فورية. وتسعى الحملة في حماة إلى تحويل هذا اليوم إلى مناسبة سنوية لتحفيز المزيد من الأفراد على الانخراط في صفوف المتبرعين المنتظمين، وتشجيع الشباب على اعتبار التبرع بالدم جزءًا من مسؤوليتهم الاجتماعية والإنسانية.

وفي ظل التحديات التي تواجه القطاع الصحي، لا يزال التبرع بالدم يمثل جسرًا إنسانيًا بين الحياة والموت. وبمشاركة مواطني حماة ومصياف والسلمية في هذه الحملة الواسعة، ترسخت فكرة أن الإنقاذ يمكن أن يبدأ بخطوة بسيطة، هي مجرد جلوس على كرسي بنك الدم، وإعطاء قطرة دم تعيد الأمل لشخص مجهول.

مشاركة المقال: