تُدبّج مئات النصوص يومياً للتحذير من أخطار العالم الافتراضي، ولست أدري حقيقةً لماذا نستمر في تعريض أطفالنا لمخاطر هذا العالم. ففي كل يوم، نقرأ خبراً محزناً عن خطف طفل هنا، أو جريمة في مدرسة هناك، تردّها التحقيقات إلى تفلّت الأهل على منصات التواصل الاجتماعي.
ليكون الأمر واضحاً، وواضحاً جداً، وللمرة الألف ربما، هذه 5 قواعد "ذهبية" للأمن الشخصي في عالم الافتراض.
أولاً، لا أشارك تاريخ ميلاد طفلي: هذا التاريخ معرّف شخصيّ، يستخدمه نحو مليار بشريّ كلمة مرور للحسابات المصرفية والائتمانية والسجلات الخاصة. كذلك، الأطفال أهداف يسيرة لمن يريد استخدام هوياتهم، ففي الأغلب، لا يُكتشف ذلك حتى بلوغهم سنّ الرشد.
ثانياً، لا أشارك اسم طفلي: الأسماء هي أول ما يبحث عنه المحتالون. وإن ربطوا اسماً حقيقياً مع تاريخ ميلاد حقيقي، فقد خطوا خطوة كبيرة نحو إنشاء هوية مزيّفة.
ثالثاً، لا أنشر صوراً لطفلي أو طفلتي: الشائع اليوم هو اختراق الحسابات واستخدام الصور، وويلات الـ "دارك ويب" تفوق الخيال، خصوصاً أن لسوق الأطفال فيها عوائد مالية عالية.
رابعاً، لا أشارك اسم مدرسة طفلي أو أنشطته اليومية: إذا عرف المتصيّدون أين يتعلم طفلي وأين يلعب، فسيسهل عليهم تحديد موقعه واستهدافه. ولنتذكّر أن صورة بريئة لطفل بزيّ مدرسيّ أو بلباس رياضي تمثّل كنزاً من المعلومات لمن يبحث عنها.
خامساً، لا أنشئ لطفلي حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي: لا شيء "خاصاً" على منصات التواصل الاجتماعي. وليس السبب الوحيد إمكانية اختراق الحسابات، ولكن في كلّ مرة تنشر صورة لطفلك على حساب أنشأته له بفخر واعتزاز، فإنك تفتح الباب للمنصة نفسها للوصول إلى محتواك الخاصّ ومشاركته مع الآخرين.
يبدأ الأمن السيبراني دائماً من نقطة أساسية: الوعي. ولنتذكّر أنه بعد وقوع المحذور، لا فائدة من الاعتراض على ما يجري في عالم الافتراض.