الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 09:53 PM

سوريا تعزز الأمن الرقمي بالتعاون مع "ميتا" وتطلق خوارزمية لمكافحة الاحتيال

سوريا تعزز الأمن الرقمي بالتعاون مع "ميتا" وتطلق خوارزمية لمكافحة الاحتيال

في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالأمن السيبراني، أعلن مدير الحماية الرقمية في سوريا، حسن المختار، عن نتائج حملة وطنية واسعة لمكافحة الجرائم الإلكترونية والاحتيال الرقمي، وذلك بالتعاون مع شركة "ميتا"، الشركة المشغلة لمنصات فيسبوك وإنستغرام. تأتي هذه الخطوة في إطار ما وصفه المختار بـ "الاستراتيجية الشاملة لحماية المستخدمين".

أوضح المختار عبر منصة "إكس" أن التعاون مع "ميتا" أدى إلى حذف أكثر من 1000 منشور احتيالي وتعطيل عشرات الإعلانات الوهمية التي انتحلت هويات رسمية بهدف خداع المستخدمين، وخاصةً المتعاملين مع الخدمات المالية الرقمية مثل "شام كاش".

وفقًا لما ذكره المختار، أكدت "ميتا" أن الشبكة الاحتيالية المستهدفة كانت منظمة وتستخدم أساليب متطورة ومتجددة لخداع الجمهور، إلا أن فرق الرصد قادرة على تعطيلها فور اكتشافها.

تكنولوجيا جديدة لحماية المستخدمين

من أبرز نتائج الحملة تطوير خوارزمية جديدة بالتنسيق مع "ميتا"، تهدف إلى رصد الأنشطة المشبوهة المرتبطة بخدمة "شام كاش" وحماية بيانات المستخدمين بشكل استباقي. ويعكس هذا التطور توجه سوريا نحو دمج الحلول التقنية المتقدمة في جهود مكافحة الجريمة الإلكترونية، بالتعاون مع الشركات العالمية المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي.

لم تقتصر الإجراءات على المنصات الاجتماعية، حيث أعلنت هيئة تقانة المعلومات السورية عن حظر عدد من المواقع المصنفة بالخطيرة والتي كانت تستخدم في عمليات احتيال إلكتروني منظم. وفي هذا السياق، حذر المختار المستخدمين من تجاوز الحظر باستخدام تطبيقات VPN، مؤكدًا أن هذه الأدوات "تعرض بيانات المستخدمين ومعلوماتهم المالية للاختراق والاستغلال".

تحذير

وجه مدير الحماية الرقمية تحذيرًا للمواطنين من التعامل مع العروض الإلكترونية الوهمية المنتشرة على الإنترنت، داعيًا إلى الاعتماد فقط على المراكز الحكومية الرسمية في تلقي الخدمات والمعاملات الرقمية. وأكد أن أي تعامل مع "وسطاء إلكترونيين مجهولي الهوية" قد يعرض الأفراد لخطر الاحتيال أو سرقة بياناتهم.

تأتي هذه الإجراءات في سياق الجهود الحكومية المتزايدة لتعزيز الأمن السيبراني في البلاد، خاصة مع اتساع نطاق التعاملات المالية والخدمات الإلكترونية في السنوات الأخيرة. ويرى محللون أن التعاون بين الجهات السورية وشركات تكنولوجيا كبرى مثل "ميتا" يعكس تحولًا في المقاربة الرسمية من المعالجة الأمنية التقليدية إلى التنسيق التقني الدولي لمواجهة التهديدات الرقمية. كما يشير البعض إلى أن هذه الخطوة قد تمهد لتوسيع الشراكات مع منصات عالمية أخرى مثل "غوغل" و"تيك توك" في المستقبل القريب، ضمن رؤية تهدف إلى ضبط الفضاء الرقمي المحلي وتحصين الاقتصاد الإلكتروني السوري.

مشاركة المقال: