الأحد, 9 نوفمبر 2025 10:39 PM

حمص: 59 ألف طن إنتاج الزيتون هذا العام رغم التحديات المناخية وارتفاع التكاليف

حمص: 59 ألف طن إنتاج الزيتون هذا العام رغم التحديات المناخية وارتفاع التكاليف

حمص: نور طيبة

يعتبر موسم قطاف الزيتون، الذي يبدأ في تشرين الأول أو تشرين الثاني حسب المنطقة، من المواسم المميزة. على وقع سقوط حبات الزيتون الخضراء، تتعالى أصوات النساء العاملات بقطف الزيتون مع أهازيج الفرح، وهن يعتلين السلالم لجني الزيتون حبة حبة بعناية فائقة.

تقول إحدى المزارعات إن موسم جني الزيتون بمثابة "عرس وطني" وموسم "الخير والبركة" ينتظره الجميع بشوق كبير. فعلى الرغم من العمل الشاق، إلا أن موسم جني الزيتون يمر بأجواء مبهجة ومفرحة.

الحاج كريم، الذي يروي قصة 40 عاماً من العناية بشجرة الزيتون ثم قطافه، يوضح أنه كان يقطف وحده يومياً 5 أمداد، أي نحو 60 كيلوغراماً من الزيتون، ويبدأ نهاره عند السابعة صباحاً، ويستريح ظهراً ليكمل يومه عند السادسة مساءً، ثم يجمع الزيتون في أكياس ويأخذه لمكان واسع لفرشه وتوجيه المروحة إليه حتى تتطاير الأوراق.

معاناة مزارعي الزيتون

يواجه المزارعون تحديات جديدة مع بداية كل موسم زراعي، تتعلق بجني الزيتون من حيث ارتفاع الأجور وتكاليف الإنتاج. ويقول أحد المزارعين إن سعر عصر الطن الواحد من الزيتون وصل هذا العام إلى 400 ألف ليرة سورية، بانخفاض ملحوظ مقارنة بالعام السابق الذي كان يبلغ فيه سعر الطن 575 ألف ليرة سورية. هذا الانخفاض ينعكس إيجاباً في تخفيض التكاليف وتخفيف العبء على المزارعين.

يواجه المزارعون تحديات متزايدة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف الزراعة مثل السماد والمبيدات، مما يؤثر سلباً على أرباحهم. ووفقاً لتصريحات المزارعين، فإن كل 5 كيلوغرامات من الزيتون تنتج لتراً واحداً من الزيت، وهذا يعني أن كل طن من الزيتون ينتج أكثر من 12 تنكة زيت. ويتراوح سعر تنكة الزيتون للموسم الحالي 90 دولاراً، أي ما يقارب المليون ليرة سورية، ويعود السبب في ارتفاع سعر الزيت إلى ضعف إنتاج الموسم الحالي وحسب العرض والطلب في الأسواق.

تشهد التكاليف الإنتاجية ارتفاعاً بسبب الأجور اليومية لعمال قطف الزيتون، حيث تتراوح بين 50 و 100 ألف ليرة سورية، مما يضيف تحدياً إضافياً للمزارعين في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الأخرى.

معاناة عمال قطف الزيتون

يواجه عمال قطف الزيتون صعوبات تشمل مخاطر الإصابات الجسدية من السقوط أو التعرض لإصابات خطيرة أثناء التسلق على الأشجار أو استخدام السلالم، ومخاطر العمل تحت أشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة. كما تشمل صعوبات اقتصادية، حيث تقول إحدى العاملات (أم سامر) من ريف حمص أن عملية قطف الزيتون تتطلب جهداً بدنياً مع استخدام الأساليب التقليدية، مما يؤدي إلى إرهاق بدني وشعور بأوجاع الظهر وتنميل اليدين وغيرها. وأن الأجر اليومي لا يتناسب مع الجهد المبذول في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغياب دور التأمين الصحي للعمال في حال التعرض للإصابة أو الكسور.

معاصر الزيتون ومراحل تصنيع الزيت

تتم عملية إنتاج زيت الزيتون عن طريق عصر الزيتون بطرق مختلفة، حيث يتم اختيار الزيتون الذي يحتوي على نسب مرتفعة من الزيت كي يتم عصره. يقول صاحب معصرة الزيتون (أبو عامر): إن هناك طرقاً لإنتاج زيت الزيتون، حيث يتم استخلاص الزيت من حبات الزيتون ضمن مراحل التصنيع: فالمعصرة اليوم تعمل على نظام الطرد المركزي وهي الطريقة الحديثة لاستخلاص زيت الزيتون، حيث يتم استخدام قوة الطرد المركزي لفصل الزيت والماء عن المواد الصلبة نتيجة لفرق الكثافة النوعية بين النواتج، وذلك بعد أن تكون العجينة قد خلطت بكمية من الماء الدافئ ثم تساق إلى الديكانتر الذي هو جهاز الطرد المركزي ليفصل العجينة لثلاثة أطوار: البيرين والزيت وماء الجفت. ثم تُجمع الثمار وتُنقل إلى المعصرة ويتم فصلها عن الأوراق والأغصان، ويتم غسل الثمار بماء نظيف يتجدد باستمرار، ويتم خلط العجينة لمدة تتراوح من 30 إلى 45 دقيقة. ثم يتم فرز الزيت بشكل جيد وتنظيف الفرازات بشكل دائم لتخليص الزيت من الرطوبة تجنباً للعكر بنسبة كبيرة، ويتم تعبئة الزيت بعبوات الصفيح المطلية من الداخل باللكر الغذائي.

أسعار الزيت والزيتون وكمية الإنتاج

صرَّحت رئيسة شعبة الزيتون ورئيسة لجنة الإشراف على عمل المعاصر المهندسة منيرة العلي: أن هناك لجنة مُشكَّلة للإشراف على عمل المعاصر وهي تضم مندوبين من التجارة الداخلية ومندوب عن مديرية الصناعة والموارد المائية والبيئة، ومهمتها الإشراف على عمل المعاصر وتصريف مياه الجفت بشكل سليم وآمن على البيئة، ويتم سحب عينات من البيرين وماء العصر وفحصها كل موسم.

وتؤكد أن سعر الزيتون يُحدد حسب الجودة، هناك زيتون ذو جودة عالية وصل سعره إلى 16 ألف ليرة للكيلو الواحد، بينما الأقل جودة كحد أدنى إلى 12 ألف ليرة. وأيضاً أسعار الزيت، فهناك زيت ذو جودة عالية يُباع بالحد الأعلى مليون ليرة للعبوة وهناك الأقل جودة يُباع بحدِّه الأدنى حسب العرض.

كمية الإنتاج والزيتون لعام 2025 في محافظة حمص هي نحو 59 ألف طناً، منها 80٪ للعصر أي نحو 47 ألف طناً و 20٪ لزيتون المائدة يعني نحو 12 الف طناً. وسبب انخفاض الإنتاج لهذا العام هو الظروف المناخية والجفاف. (أخبار سوريا الوطن-١)

مشاركة المقال: