الإثنين, 24 نوفمبر 2025 12:22 PM

حمص تستنكر جريمة زيدل: مطالب عشائرية ودينية بالكشف عن الجناة ومنع الفتنة

حمص تستنكر جريمة زيدل: مطالب عشائرية ودينية بالكشف عن الجناة ومنع الفتنة

في ظل إجراءات أمنية مكثفة وتفاعلات مجتمعية وسياسية قوية، تواجه محافظة حمص تحدياً كبيراً للحفاظ على الاستقرار الذي تحقق بعد سنوات من الصراع، وذلك عقب جريمة قتل بشعة استهدفت شاباً وزوجته في بلدة زيدل، بهدف إثارة الفتنة وتقويض الاستقرار في المنطقة.

أفاد العميد مرهف النعسان، قائد الأمن الداخلي في المحافظة، بأن قوات الأمن عثرت على جثتي عبد الله العبود الناصر الخالدي وزوجته داخل منزلهما في بلدة زيدل جنوب حمص. وأوضح أن الجريمة اتسمت ببشاعتها، حيث لم يكتف الجناة بالقتل، بل قاموا بحرق جثة الزوجة، وعُثر في مسرح الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، مما دفع السلطات إلى اعتبار الحادث محاولة مقصودة "لبث الفتنة بين الأهالي".

استجابةً لذلك، فرضت قوى الأمن الداخلي حظر تجوال في مدينة حمص يوم أمس الأحد، من الساعة الخامسة مساءً حتى الخامسة صباحاً، قبل أن يتم تمديده، كما عززت انتشارها في بلدة زيدل والمناطق الجنوبية من المحافظة، كإجراء احترازي يهدف إلى "قطع الطريق على أي محاولات لزعزعة الاستقرار المجتمعي".

موقف عشائري وديني موحد

في رد فعل يعكس حرص القوى المجتمعية على تجنب الانزلاق إلى الفتنة، أصدرت عشائر محافظة حمص، وعلى رأسها قبيلة بني خالد – التي ينتمي إليها الضحية – بياناً مصوراً أدانت فيه الجريمة بشدة، محذرة من أن "الهدف منها هو إشعال الفتنة". وأكد البيان على "الوقوف الكامل مع الدولة وإجراءاتها الأمنية". كما طالب البيان الجهات المختصة بـ"كشف الجناة وتقديمهم للعدالة"، ودعا جميع أبناء المحافظة إلى "ضبط النفس" والالتزام بتعليمات الجهات الأمنية.

من جهته، وصف مفتي حمص الشيخ سهل جنيد الحادثة بأنها "جريمة تدعو للحزن"، مؤكداً أن هدفها "إثارة الفتنة وزرع الحقد بين الأهالي". وأضاف في تصريحات واضحة أن "سوريا المنتصرة تُقاد بالعدل والحكمة لا بالفتنة والدم"، معتبراً أن "القصاص من الجناة هو واجب الدولة والأجهزة الأمنية"، في تأكيد على تفويض الأمر للسلطات الرسمية ورفض منطق الثأر الفردي.

اضطرابات ميدانية

كشف مدير صحة حمص الدكتور عبد الكريم غالي عن تأثير الأحداث على القطاع الصحي، مشيراً إلى أن المستشفيات استقبلت جثتي الضحيتين، بالإضافة إلى 18 إصابة معظمها ناجمة عن "إطلاق النار العشوائي" وبعض الحوادث المرورية. وأكد غالي أن معظم الإصابات في حالة مستقرة باستثناء إصابة واحدة حرجة، مطمئناً الأهالي بأن الوضع الصحي "تحت المتابعة المستمرة" وأن الكوادر الطبية تعمل "بكامل جاهزيتها".

يذكر أن نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، قالت أمس عبر منصة “X”، إنها تتابع "التطورات المقلقة في حمص عن كثب"، بما في ذلك التقارير عن "وقوع هجمات ضد المدنيين والممتلكات"، وشددت على "الحاجة الملحة" لـ "إعادة الهدوء، وضمان حماية المدنيين، واحترام سيادة القانون، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف".

مشاركة المقال: