الجمعة, 9 مايو 2025 02:29 AM

حملة حكومية تحد من انتشار "بسطات الصرافة" في دمشق: تراجع ملحوظ وتداعيات على السوق

حملة حكومية تحد من انتشار "بسطات الصرافة" في دمشق: تراجع ملحوظ وتداعيات على السوق

خاص: "الشغل صار خفيف كتير لأني عم صيد الزبون عالماشي وعالساكت"، بهذه الكلمات كشف "أبو أحمد" وهو أحد الصرافين الجوالين في شوارع وساحات العاصمة دمشق، في تصريحه الخاص لـ "اقتصاد"، أن الحكومة بدأت خلال الشهرين الماضيين حملة كبيرة على بسطات الصرافة التي انتشرت في الشوارع والأزقة عقب سقوط النظام البائد.

وأضاف "أبو أحمد" أن الحملة بدأت في بداية شهر شباط الماضي عبر دوريات جوالة في الشوارع قامت بإنذار الصرافين الجوّالين من خلال "طاولات متنقلة" وأمهلتهم مدة 24 ساعة لإنهاء هذه الظاهرة. وعقّب: "بعد أن أُجبِرنا على إغلاق البسطات أقوم بشكل يومي بالبحث عن الزبائن بشكل مخفي أمام الصرافات الآلية أو المكاتب العقارية داخل العاصمة، الأمر الذي سبب لي انخفاضاً كبيراً في المبيع والشراء، وفي بعض الأيام لا أعمل نتيجة عدم وجود الزبائن".

وفي استطلاع أجراه مراسل "اقتصاد" حول هذه الظاهرة (بسطات الصرافة)، لمسنا الكثير من الآراء المتفاوتة من سكان المدن والأحياء داخل العاصمة، فبعضهم لا يثق بهؤلاء الصرافين من ناحية التزوير. فقد أفاد السيد "بلال العش" وهو أحد سكان حي البرامكة في دمشق، أنه بعد سقوط النظام بحوالي شهر اضطر لشراء مائة دولار من أجل تسديد ثمن هاتف جوال قام بشراءه، فأعطاه الصرّاف قطعتين من فئة الخمسين، فتفاجئ "بلال" فيما بعد أن أحد القطع مزورة بعد فحصها من قبل محل الموبايلات، وعندما ذهب بعد ساعتين ليستفسر من البائع الصرّاف قال له أن هذه القطعة ليست من عنده ولم يتعرف عليها، الأمر الذي خلق مشكلة تطورت إلى عراك بالأيدي بينه وبين البائع مما اضطر الأخير إلى تبديل القطعة بعد تدخل وساطات من الجوار لتحل هذه المشكلة التي حصلت في حارة شعبية بجانب ساحة الحجاز في العاصمة دمشق.

ولدى سؤالنا للسيد بلال حول أسباب قيامه بشراء المائة دولار من "البسطة" وليس من صرّاف معتمد، كان الجواب أنه سيوفر وقتاً وجهداً بصرفها من البائع الجوال بدلاً من البحث عن مكتب صرافة ربما يكون بعيداً عن مكان تواجده في تلك اللحظات.

ولدى جولة قام بها مراسل "اقتصاد" في الشوارع والأحياء والساحات الرئيسية في العاصمة دمشق وجدنا أن ظاهرة الصرّاف "المتنقل على الطاولة"، قد انخفضت بشكل كبير جداً وتكاد تكون معدومة في الساحات والمعالم الرئيسية لمدينة دمشق مثل ساحة المرجة وساحة الأمويين وساحة العباسيين وشارع العابد، بعد أن كانت تلك الأماكن ملاذاً كبيراً للصرافين المتنقلين بُعَيدَ سقوط النظام البائد.

وفي حديثه لـ "اقتصاد"، أكد السيد "معروف أبو فاضل" وهو صاحب أحد مكاتب الصرافة المعتمدة في مدينة دمشق، أنه نتيجة منع النظام البائد التعامل بالعملات الأجنبية، وتعطش السوق بشكل كبير جداً لهذه المهنة وجدنا على عجل انتشاراً كبيراً لهذه البسطات دون تصريح أو ترخيص من قبل الجهات الحكومية المعنية، فمن الطبيعي أن يتم مكافحتها لما لها من تأثير سلبي على سوق العملات، وأول هذا التأثير هو انتشار عملات غير معروفة المصدر فضلاً عن التفاوت في سعر الصرف.

وختم "أبو فاضل" حديثه بالقول: "مكافحة البسطات من قبل الجهات الحكومية لها أثر كبير وإيجابي على السوق اليوم، بعد العديد من المشاكل التي قد تتطور إلى عراك بالأيدي أو السكاكين كما حصل منذ فترة في ساحة المرجة بدمشق، ونحن كمكاتب صرافة نشعر بالإرتياح جراء ذلك".

مشاركة المقال: