الأحد, 6 يوليو 2025 10:32 PM

خبراء يحددون أبرز الفرص الاستثمارية الواعدة في سوريا: من الزراعة الذكية إلى السياحة العلاجية

خبراء يحددون أبرز الفرص الاستثمارية الواعدة في سوريا: من الزراعة الذكية إلى السياحة العلاجية

يرى الخبير الاقتصادي د. حيان البرازي أن الفرص الاستثمارية المتاحة اليوم تكمن في تلبية الاحتياجات الحقيقية للسوق السورية، وليس في تكرار الأنماط التقليدية للصناعة والاستيراد. ويؤكد أن المستثمرين الذين يواكبون التغيرات ويستشرفون الاتجاهات الجديدة سيكونون قادة الاقتصاد السوري في المستقبل.

في حديث لصحيفة "الوطن"، أوضح البرازي أن التحولات الاقتصادية كشفت عن نقاط ضعف في التجارة التقليدية. ومع تبني سياسة السوق المفتوح وإلغاء الضرائب، سيواجه تجار المواد والسلع المستوردة صعوبات في سوريا المستقبل، وستتراجع أرباحهم مقارنة بالماضي، الذي كان يعتمد على المستوردين والوكلاء الحصريين. كما أن تطور التجارة الإلكترونية بعد رفع العقوبات سيسهل التواصل بين الأسواق والمستهلكين، وسيزيد وعي المستهلكين، مما سيغير قواعد السوق.

وشدد على أن التاجر الذي لا يطور نفسه سيجد نفسه خارج المنافسة. فالنجاح اليوم يتطلب عقلية مرنة وتوجهاً نحو تلبية احتياجات السوق الفعلية. ويرى أن التصنيع المحلي يمثل فرصة واعدة، حيث يمكن إنتاج العديد من المنتجات المستوردة محلياً بتكلفة أقل وربحية أعلى، مما يعزز الاقتصاد ويوفر العملة الأجنبية ويخلق فرص عمل. ويشجع على إنشاء مصانع صغيرة عائلية.

وأكد البرازي على أهمية البيع والتوزيع الرقمي والإلكتروني، مشيراً إلى أن إلغاء العقوبات ودخول الشركات الكبرى سيسهم في تطوير الأسواق. كما أن إلغاء العقوبات على التعاملات البنكية سيكون له تأثير كبير على هذا القطاع، وسيحصد من يمتلك بنية تقنية معلوماتية قوية نتائج إيجابية.

وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية، يرى البرازي أن الاستثمار فيها قد يصبح غير واعد في حال الاعتماد على الاستيراد، حيث ستدخل في إطار التجارة التقليدية التي تتأثر بالمنافسة السعرية وغياب الوكلاء الحصريين.

كما أكد على أهمية الاستثمار في الزراعة الذكية وإقامة مشروعات صغيرة تعتمد على التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج وتقليل الجهد. ودعا إلى التفكير في نوعية المحاصيل التي يجب زراعتها، ولمن ستوجه، وكيفية زراعتها. وأشار إلى أن التصنيع الغذائي للمنتجات الزراعية يمثل فرصة مربحة لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، ويمكن أن يتطور إلى شركات كبيرة.

من جهة أخرى، توقع البرازي ازدهار السياحة الداخلية والخدمات المرتبطة بها، وكذلك السياحة العلاجية، مع عودة الاستقرار التدريجي. واقترح إنشاء مشاف متطورة عبر الشركات المساهمة، مشيراً إلى السمعة الجيدة التي يتمتع بها الأطباء السوريون عربياً، والتكاليف المنخفضة للعلاج في سوريا مقارنة بالخارج.

وفي ختام حديثه، دعا البرازي إلى إنشاء شركات مساهمة عقارية لاحتضان أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والصغيرة والمتوسطة لاستثمارها في مشروعات كبيرة، مؤكداً أن هذا النوع من الاستثمار يعتبر من أنجح الفرص الواعدة، نظراً لأهمية إعادة الإعمار.

مشاركة المقال: