حلب-سانا: ناقشت ورشة عمل تخصصية نظمتها المديرية العامة للآثار والمتاحف في حلب، المخطط التوجيهي لتعافي المدينة القديمة، بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين وممثلين عن الجهات الحكومية والمجتمع الأهلي والجمعيات الأهلية السورية والدولية.
بحضور معاونة وزير الثقافة لشؤون التراث والآثار، لونا رجب، والمدير العام للآثار والمتاحف، أنس حج زيدان، قدم الخبير الدولي المهندس أنس صوفان عرضاً تفصيلياً حول الملامح الأساسية للمخطط، وإستراتيجيات التعافي، والمعوقات المحتملة، والأهداف المرجوّة، ونتائج الدراسات التمهيدية والتوقعات المستقبلية.
تناولت الورشة محاور شاملة للجوانب العمرانية والإدارية والاقتصادية والتشريعية لتعافي المدينة القديمة، مع التركيز على التحديات المرتبطة باستعمالات الأراضي، ونظام ضابطة البناء، والتصميم العمراني، والتلوث البصري، ومخالفات البناء، وإعادة تأهيل المرافق المتضررة، وإدماج الفراغات العامة ضمن النسيج التاريخي للمدينة.
كما ناقشت الورشة دور منظمات المجتمع المحلي كشريك فاعل في عملية التعافي، وآليات تنظيم عملها، وتنسيق مشاريعها مع الجهات الرسمية، بما يشمل الجمعيات السورية والدولية.
وفي سياق متصل، بحثت الورشة قضايا الحوكمة والتخطيط الإداري، وسبل تطوير مديرية المدينة القديمة، وتوسيع صلاحياتها، وتأسيس قواعد بيانات رقمية ونظم معلوماتية لإدارة المشاريع، وآليات إصدار التراخيص، والرقابة على تنفيذ أعمال الترميم والإعمار.
وعلى الصعيد الاقتصادي والتشريعي، استعرضت الورشة سيناريوهات تمويل التعافي، ودور القطاعين العام والخاص، وآفاق الشراكة الاستثمارية، بالتوازي مع مناقشة الأطر القانونية الناظمة، وحماية الملكيات الخاصة، وتسجيل المباني المرمّمة كأبنية تاريخية، وتعديل النصوص التشريعية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة.
تُعدّ هذه الورشة خطوة أولى في إطار خطة وزارة الثقافة لإعداد مخططات توجيهية متكاملة لتعافي المدن التاريخية في سوريا، بما يسهم في صون هويتها الثقافية والعمرانية، وتعزيز دورها في التنمية المستدامة والتعافي الاقتصادي والاجتماعي.
