في خطوة هامة نحو حماية التراث الثقافي السوري، استضاف دير الآباء اليسوعيين بحمص القديمة اجتماعاً لمجموعة من الآثاريين السوريين من المنطقة الوسطى، وذلك تمهيداً لتأسيس نقابة تجمعهم تحت مظلة واحدة.
ناقش المجتمعون سبل توحيد الجهود لتمثيل مصالح الآثاريين على المستوى الدولي، وتوفير فرص التدريب المناسبة، وضمان حقوقهم وتوظيفهم الأمثل. كما طالبوا بتعديل قانون الآثار، وتعزيز التعاون مع المجتمع المحلي عند اكتشاف المواقع الأثرية، وتوعية الجمهور بدور الآثاريين في الحفاظ على التاريخ.
أوضح مدير مركز آثار إدلب، أيمن نابو، أن فكرة تأسيس النقابة لاقت ترحيباً واسعاً بين الآثاريين عبر تطبيق واتساب، مما أدى إلى عقد هذا الملتقى الذي شهد حوارات موسعة بين أكثر من 400 أثري، تبادلوا خلالها الخبرات واستلهموا تجارب نقابات أخرى داخل وخارج سوريا.
أسفر الملتقى عن تشكيل ثلاث لجان: لجنة تحضيرية للقاءات الميدانية في مختلف المحافظات، ولجنة فنية لإنشاء موقع إلكتروني وتحديد الهوية البصرية للنقابة، ولجنة قانونية لصياغة النظام الداخلي.
يُعد اجتماع حمص الثالث من نوعه بعد إدلب وحلب، ويختتم سلسلة من الاجتماعات الميدانية تمهيداً لعقد المؤتمر العام التأسيسي الأول في دمشق، بالتعاون مع وزارة الثقافة، لإطلاق نقابة الآثاريين السوريين.
أكدت أمينة متحف حماة الآثارية، ياسمين قصير، على أهمية هذه الحوارات في دعم عمل الآثاريين وتوظيف خبراتهم. بدورها، أشارت رئيسة شعبة تنقيب دائرة آثار حمص، تيريز ليون، إلى ضرورة وجود جسم قانوني يرعى مصالح الآثاريين ويوفر لهم فرص العمل ويحميهم.
تهدف النقابة المزمع تأسيسها إلى حماية التراث الثقافي، ومنح الآثاريين حقوقهم، وتعزيز التعاون مع نظرائهم الدوليين.