السبت, 25 أكتوبر 2025 11:30 PM

خلاف أمريكي إسرائيلي حول مشاركة تركيا في القوة الدولية لغزة

خلاف أمريكي إسرائيلي حول مشاركة تركيا في القوة الدولية لغزة

كشف النقاب عن معارضة إسرائيلية لمشاركة تركيا في القوة العسكرية الدولية المزمع تشكيلها لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وكانت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية المتطرفة، أوريت ستروك، أول من دعا إلى استبعاد تركيا، تبع ذلك رسائل من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الإدارة الأميركية يطلب فيها استبعاد الأتراك، معتبراً ذلك "خطاً أحمر". حتى أن زعيم "الليكود" رفض أي دور للشركات التركية في إعادة إعمار قطاع غزة. وطالب يائير لابيد بتوكيل الأمر إلى مصر فقط.

في المقابل، عاكست تصريحات نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، رغبة تل أبيب، معتبراً أن الأتراك قادرون على لعب دور بناء، وأنهم بالفعل لعبوا دوراً بناءً للغاية، معرباً عن امتنانه لذلك.

يبدو أن مسألة مشاركة تركيا في القوة الدولية المقترحة أصبحت محل أخذ ورد بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن قوة الأمن الدولية في شأن غزة يجب أن تتشكل من دول تشعر إسرائيل بارتياح تجاهها.

إلى الآن، لم يصدر رد من المسؤولين الأتراك على الموقف الإسرائيلي المعارض لمشاركة جنودهم في القوة الدولية. واكتفى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بالقول إن "حماس تنفذ الاتفاق وإسرائيل تنتهكه. يجب الضغط عليها دبلوماسيّاً بصورة كافية للالتزام بالاتفاق"، مبيّناً أن "شكل القوّة لم يتحدّد بعد. هذه قضيّة متعدّدة الجوانب، ونجري مفاوضات شاملة، ونحن على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم في هذا الشأن".

ويرى مراقبون أن موقف الولايات المتحدة سيكون مفصلياً في حسم مسألة المشاركين وهويتهم، خاصة في ظل التناغم بين إردوغان ودونالد ترامب في الملف السوري، والدور الذي لعبته أنقرة في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ، لجهة الضغط على حركة "حماس" لقبول الاتفاق، فضلاً عن كونها من الدول الضامنة له.

وترى صحيفة "يني شفق" أن اعتراض إسرائيل على تركيا تعبير عن خوف عميق، لأن وجود قوات تركية في غزة سيشكل خرقاً تاريخيّاً، وسيضيّق مجال نفوذ إسرائيل. وأن مشاركة تركيا ضمانة لنجاح الاتفاق، لأن إسرائيل لن تتمكن حينها من الهجوم أينما تشاء. وأن تشكيل قوة فيها تركيا سيكون جداراً في وجه إسرائيل، ليس فقط من أجل غزة، بل من أجل شبه جزيرة سيناء، ومستقبل الحدود الإسرائيلية مع سوريا، كما جنوب لبنان.

وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الدول العربية تشارك إسرائيل رغبتها في استبعاد تركيا من القوة الدولية، مستدركة بأن تل أبيب لن تتمكن من منع تركيا من المشاركة في قوة غزة، فالولايات المتحدة تدرك أنه من دون تركيا، لا يمكن أن تمضي في مشاريعها في المنطقة، ومنها تنفيذ الاتفاق الحالي في غزة.

عن: محمد نور الدين - أخبار سوريا الوطن

مشاركة المقال: