الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 12:23 PM

داعية يكفّر مسنّاً دمشقياً بسبب انتقاده مظاهر دخيلة: "تُعامل معاملة المرتد"

داعية يكفّر مسنّاً دمشقياً بسبب انتقاده مظاهر دخيلة: "تُعامل معاملة المرتد"

أثار مقطع فيديو لرجل مسن من دمشق جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تعبيره عن استيائه من التغيرات الاجتماعية والسلوكية التي يشهدها المجتمع الدمشقي.

في الفيديو، عبّر الرجل عن قلقه قائلاً: "أريد أن أتكلم، ولو أرادوا قطع رقبتي... ساحة المرجة أصبحت مرعبة، وكانت الحدائق ملتقى للعائلات، واليوم أصبحت بستاناً يدخله أصحاب الدراجات النارية".

كما أشار إلى أن حي المالكي أصبح "مخيفاً لسكانه"، مؤكداً أن هذه المظاهر "ليست من عاداتنا"، وأضاف بحزن: "لا شيء مما نراه اليوم يُبنى عليه أملٌ. لم نرَ حتى الآن ما يُبشر بالخير".

وأوضح أن البيئة الاجتماعية في دمشق كانت تتميز بـ"تحضّر شامي"، حيث "كان المسلم والمسيحي واليهودي والأرمني، وكل الطوائف، يعيشون معاً في تسامح"، منتقداً "مناظر غير مألوفة: وجوه غريبة تُفزع، وأشكال بشعرٍ طويل ولحاً كثيفة ويرتدون الشحاطات".

يشهد المجتمع السوري انتشاراً لمسلحين ذوي مظاهر معينة، يرتدون جلباباً ولحى طويلة وحافة للشوارب وشعراً طويلاً، ما أثار استياء الكثيرين.

كما انتشرت في أحياء دمشق "سيارات الدعوة" التي تجوب الشوارع، ويدعو أصحابها الناس إلى "الهداية"، وفقاً لمقاطع الفيديو المتداولة.

وتمتد هذه المظاهر إلى ما يُسمّى بـ"الأمن العام" أو "الجيش السوري الجديد"، حيث يظهر عناصره بشعورٍ طويلة، ولباسٍ غير متناسق، ولحاً طويلة محفوفة الشوارب.

يعبّر السكان عن خشيتهم من هذه المظاهر، ويطالبون بتحجيمها وعدم السماح لأصحابها بالتجول في الأحياء المدنية بلباسهم الكامل أو بوضع اللثام، واقتصار وجودهم على المناطق العسكرية.

أثار كلام الرجل المسن ردود فعل غاضبة، حيث سارع أحد الدعاة السوريين إلى تكفيره، زاعماً أن "الدقن فرضٌ لا سنة"، وأن النبي محمدًا "أمر بها في خمسة أحاديث".

واعتبر الداعية أن "من يتحدث في أمر الله ورسوله بغير علم فهو فاسقٌ كافرٌ مرتدٌّ خارجٌ عن ملة الإسلام"، مؤكداً أن "سوريا أرض الله لكل المسلمين"، ومتوقعاً أن يرى "الحلبي والشامي والديري والأوزبكي والأفغاني والتركستاني والسعودي والمصري" في شوارعها.

ورفض الداعية حرية التعبير، قائلاً: "ليس لك حق الكلام. فإن رأيت شيئاً لم يُعجبك، فاصرف وجهك"، وهو ما يتناقض مع الدستور السوري الذي أقرّه رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والذي كفل حرية الرأي والتعبير.

أثار الفيديو انقساماً حاداً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض كلام الرجل المسن "تعبير صادق عن خشية شعبية من تآكل الهوية الاجتماعية السورية"، فيما رأى آخرون أن عباراته "تحمل نبرة عنصرية".

مشاركة المقال: