الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 01:53 AM

دبي تتجه نحو مستقبل رقمي: 90% من المدفوعات إلكترونية بحلول 2026

دبي تتجه نحو مستقبل رقمي: 90% من المدفوعات إلكترونية بحلول 2026

تتجه دبي بخطى ثابتة نحو مستقبل رقمي خالص، حيث تهدف استراتيجية "دبي اللانقدية" الطموحة، التي أُعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، إلى جعل 90% من المعاملات المالية – الحكومية والخاصة – رقمية بحلول عام 2026. هذه الخطوة ستعزز الناتج المحلي للإمارة بما يزيد عن 8 مليارات درهم سنوياً.

لم تعد دبي تكتفي بكونها مدينة ذكية أو مركزاً مالياً وتجارياً إقليمياً، بل تسعى لتكون في صدارة المدن التي تعتمد على المدفوعات الرقمية كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.

ملامح استراتيجية "دبي اللانقدية"

تعتمد الخطة على عدة عناصر أساسية:

  • التقنيات المالية الحديثة (FinTech) مثل البطاقات والتطبيقات المصرفية.
  • الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وحماية المعاملات.
  • حلول الدفع اللاتلامسي، التي أصبحت معياراً عالمياً بعد جائحة "كوفيد-19".
  • شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتوسيع قنوات الدفع وضمان أمن وسهولة المعاملات.

رؤية متجذرة وليست وليدة اللحظة

يؤكد الباحث الاقتصادي د. محمد موسى في حديث لـ "النهار" أن هذه الخطوة ليست مفاجئة، بل هي نتيجة لسياسة مالية رقمية بدأتها دبي منذ أكثر من عقد. ويوضح أن استراتيجية دبي بلا نقد هي ثمرة تعاون مستمر بين القطاعين العام والخاص، ورغبة في جعل الابتكار التكنولوجي المالي جزءاً من السياسة العامة للمدينة.

ويشير إلى أن أكثر من 97% من المعاملات الحكومية في الإمارات، وتحديداً في دبي، أصبحت رقمية منذ عام 2020، مما ألغى البيروقراطية والاعتماد على الورق، وساهم في تعزيز الاستدامة البيئية.

مكاسب اقتصادية واجتماعية

تتجاوز فوائد هذا المشروع التسهيل الإداري، لتشمل تحفيز الاقتصاد الرقمي، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا المالية، وزيادة الكفاءة والشفافية في المعاملات التجارية، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز صورة دبي كمدينة متكاملة تقنياً.

التحديات المحتملة

يلفت د. موسى إلى تحديات يجب التعامل معها، مثل:

  1. ضمان أمان الاستخدام عبر أنظمة حماية متقدمة ضد الاحتيال والهجمات السيبرانية.
  2. التوعية المجتمعية لتسهيل تقبّل العمال والمواطنين والسياح لهذا التحول.
  3. التكامل الدولي مع الأنظمة المالية والتجارية العالمية.

تجارب دولية مشابهة

دبي ليست وحدها في هذا المجال. السويد تعتبر من الدول الرائدة في التحول إلى اقتصاد بلا نقد، والصين تعتمد بشكل واسع على تطبيقات مثل "وي تشات باي" و"علي باي". وفي الهند، حققت منصة "UPI" نجاحاً كبيراً في مجال المدفوعات الرقمية.

نحو الخليج الرقمي 2030

تمهد دبي الطريق للإمارات ودول الخليج لتبني نموذجاً اقتصادياً متحرراً من النقد بحلول 2030، مما قد يشكل مدخلاً لتحول اقتصادي ومالي على مستوى المنطقة ككل.

في الختام، ما تقوم به دبي هو تحول بنيوي يجعلها من أوائل المدن العالمية التي تعلن نهاية عصر الكاش، وتبقى تجربتها نموذجاً للمدن الطامحة إلى مستقبل رقمي.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: