الجمعة, 18 يوليو 2025 03:41 AM

دراسة تكشف: خلل هرموني شائع يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وغالباً ما يغفله الأطباء

دراسة تكشف: خلل هرموني شائع يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وغالباً ما يغفله الأطباء

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم من أخطر التهديدات الصحية العالمية الصامتة، نظراً لمضاعفاته الوخيمة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية. لكن دراسة حديثة سلطت الضوء على عامل هرموني غالباً ما يتجاهله الأطباء، رغم دوره المحوري في ارتفاع ضغط الدم لدى شريحة كبيرة من المرضى.

السبب الرئيسي: فرط إفراز هرمون الألدوستيرون

أفادت مجلة "الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي" بأن حوالي 30% من المرضى الذين يراجعون أخصائيي القلب، و14% من المرضى الذين يتلقون الرعاية الأولية، يعانون من حالة تعرف بـ "فرط الألدوستيرونية الأولية".

تتجلى هذه الحالة في إفراز الغدتين الكظريتين كميات كبيرة من هرمون الألدوستيرون، مما يؤدي إلى اختلال توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.

غياب الفحوصات وتأخر التشخيص

أظهرت الدراسة أن العديد من المرضى لا يخضعون لفحص دم بسيط للكشف عن هذه الحالة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتفاقم المضاعفات الصحية مع مرور الوقت.

أوضحت الدكتورة غايل أدلر، اختصاصية الغدد الصماء في مستشفى "بريغهام آند وومينز" في بوسطن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن المصابين بفرط الألدوستيرونية يواجهون مخاطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بغيرهم ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم التقليدي.

وقالت أدلر في تصريح صحفي: "من خلال فحص دم بسيط وغير مكلف، يمكننا اكتشاف المزيد من الحالات وتقديم العلاج المناسب قبل تفاقم الوضع."

الأعراض والمضاعفات المحتملة

يلعب هرمون الألدوستيرون دوراً حيوياً في تنظيم الأملاح والسوائل في الجسم. ولكن عند إفرازه بكميات كبيرة، فإنه يؤدي إلى احتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم، مما يساهم في رفع ضغط الدم بشكل مزمن.

وذكرت الدراسة أن الأشخاص المصابين بفرط الألدوستيرونية أكثر عرضة للمضاعفات التالية:

  • خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل 2.6 مرة.
  • خطر فشل القلب بمعدل الضعف.
  • خطر اضطرابات نظم القلب بمعدل 3.5 مرات.
  • خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 77% مقارنة بغير المصابين.

توصيات الدراسة الهامة

لمواجهة هذا الخطر الخفي، أوصت الدراسة بضرورة إجراء فحص لهرمون الألدوستيرون لكل مريض يتم تشخيصه بارتفاع ضغط الدم. وفي حال اكتشاف وجود فرط الألدوستيرونية الأولية، يجب البدء في علاج مخصص للحالة.

قد يشمل العلاج في بعض الحالات جراحة لإزالة الغدة الكظرية المصابة، إذا كانت واحدة فقط من الغدتين تفرز الهرمون بكميات مفرطة.

كما شددت الدراسة على أهمية تبني نمط حياة صحي يشمل:

  • تقليل استهلاك الصوديوم.
  • فقدان الوزن الزائد.
  • متابعة طبية دورية لتقييم الحالة.

ارتفاع ضغط الدم قد يكون نتيجة لعوامل غير متوقعة، مثل الخلل الهرموني. ومع فحص بسيط وتدخل مبكر، يمكن تجنب المضاعفات وتحسين جودة حياة المريض بشكل كبير.

مشاركة المقال: