الإثنين, 28 أبريل 2025 04:27 AM

درعا تحت وطأة سرقة خطوط الكهرباء: انقطاعات متزايدة تهدد الخدمات الأساسية

درعا تحت وطأة سرقة خطوط الكهرباء: انقطاعات متزايدة تهدد الخدمات الأساسية

درعا – محجوب الحشيش

تعاني محافظة درعا جنوبي سوريا من تدهور حاد في وضع التيار الكهربائي، حيث انخفضت ساعات التشغيل بشكل ملحوظ نتيجة لتكرار عمليات السرقة والتخريب التي تستهدف خطوط التوتر الرئيسية التي تربط محطات درعا بمحطة "دير علي" في ريف دمشق.

تسببت هذه الاعتداءات المتكررة، التي استمرت طوال شهر آذار وحتى تاريخ هذا التقرير، في انقطاعات طويلة للكهرباء وزيادة ساعات التقنين، مما أثار قلق الشركة العامة لكهرباء محافظة درعا من انهيار كامل للتيار الكهربائي في حال استمرار هذه التعديات.

وحذرت الشركة من أن أي تخريب للخط الاحتياطي الوحيد المتبقي قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لأسابيع، الأمر الذي سينعكس سلبًا على القطاعات الحيوية مثل المستشفيات ومحطات ضخ مياه الشرب والمؤسسات العامة.

تقليل ساعات التغذية

يشهد ريف درعا تقنينًا قاسياً يصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة فقط، بينما تخضع مدينة درعا لساعة وصل مقابل أربع ساعات قطع.

يقول هيثم الحمدان، من سكان بلدة كويا في ريف درعا الغربي، إن التيار الكهربائي شهد انقطاعات متفرقة خلال شهر آذار ومطلع نيسان الحالي، وذلك عقب كل اعتداء على الخط الرئيسي للكهرباء. وأضاف أن شركة الكهرباء قامت بتقليل ساعة الوصل إلى نصف ساعة أو حتى ربع ساعة فقط كل ست ساعات.

ويعتبر هيثم أن ساعة الوصل ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل غسل الملابس وتعبئة مياه الشرب وشحن البطاريات والهواتف المحمولة. وقد اضطر البعض إلى اللجوء إلى بدائل مكلفة مثل تشغيل مولد كهربائي يستهلك ليتر بنزين في الساعة الواحدة، بسعر 13 ألف ليرة سورية.

أما نورسين العمار، من سكان مدينة نوى، فقد لجأت مؤخرًا إلى تركيب منظومة طاقة شمسية كحل بديل، إلا أنها أقرت بأن هذا الحل مكلف ويتطلب استثمارًا لا يقل عن ألفي دولار أمريكي.

ما المشكلة؟

يقوم لصوص بتخريب وسرقة الحديد من الأبراج الرئيسية التي تربط محطة "دير علي" بمحطات محافظة درعا، مما يجعلها عرضة للتأثر والانهيار. وقد تعرضت الخطوط الرئيسية التي تربط محافظة درعا بمحافظة دمشق لأربع محاولات سرقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والاعتماد على خطوط احتياطية.

وبعد حدوث أي عطل، تبدأ الورشات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء في سوريا بأعمال الصيانة مباشرة، والتي تمتد لساعات وفي بعض الأحيان لأكثر من يوم عمل متواصل، ما يسبب إرهاقًا لكادر المؤسسة بالإضافة إلى تكلفة مالية عالية.

وقال مصدر من المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء لعنب بلدي، إن المؤسسة تعمل على تعزيز الصيانة الدورية للخطوط الكهربائية لمنع الأعطال الفنية وضمان عدم انقطاع الكهرباء عن محافظتي درعا والقنيطرة. وأضاف أن المؤسسة تعمل على تعزيز الأمن حول الخطوط الكهربائية من خلال تكثيف دوريات إدارة الأمن العام لمنع عمليات التخريب والسرقة.

أربعة خطوط رئيسة

تتغذى محافظة درعا من أربعة خطوط رئيسة هي:

  • خط "تشرين- الكوم" بتوتر 230 كيلو فولت، وقد تعرض للسرقة بشكل كامل وهو خارج الخدمة، وتبلغ تكلفة إعادته للخدمة ما يقارب 15 مليون دولار أمريكي.
  • خط "دير علي- الشيخ مسكين" بتوتر 230 كيلو فولت مزدوج الدارة، وتعرض لعمليات سرقة وتخريب وهو خارج الخدمة حاليًا، وتعمل الوزارة حاليًا على إعادة تأهيل الخط من أجل إعادته إلى الخدمة في أسرع وقت.
  • خط "الكسوة- الشيخ مسكين" بتوتر 230 كيلو فولت، ويتعرض لأعطال فنية، وتعمل الوزارة على إصلاح أي عطل بشكل مباشر.
  • خط "الربط الدولي دير علي شمال عمان" بتوتر 400 كيلو فولط، وهو خارج الخدمة بشكل كامل بسبب تعرضه للسرقة، وتبلغ تكلفة إعادة تأهيله 20 مليون دولار أمريكي.

حملات على المحولات المخالفة

في 16 من نيسان الحالي، نفذت الشركة العامة للكهرباء في درعا بمؤازرة من الأمن العام حملة لإزالة المحولات المخالفة في مدينة إزرع وصيدا وبعض قرى الريف الشرقي.

وقال مدير شركة الكهرباء في درعا، هاني المسالمة، إن الهدف من إزالة المحولات المخالفة هو تحقيق الاستقرار الكهربائي والمائي في المحافظة، عبر تخفيف الضغط عن الحمولات الزائدة في المحطات المائية، والتي تستجر القسم الأكبر منها المحولات المخالفة التي تستخدم لري الأراضي الزراعية.

وينتظر السوريون الوعود الحكومية بتحسين وضع الكهرباء، خاصة بعد أن أبدت عدة دول جاهزيتها للمشاركة في الاستثمار بقطاع الكهرباء في سوريا، سواء عبر حلول سريعة متمثلة بالسفن العائمة، أو وصل خطوط الكهرباء عبر الحدود الموجودة أصلًا، أو توريد الفيول والغاز لمحطات التوليد.

مشاركة المقال: