الإثنين, 3 نوفمبر 2025 12:20 PM

درعا تستعيد مأساة الفلسطينيين والسوريين في عرض مسرحي لـ"رجال في الشمس"

درعا تستعيد مأساة الفلسطينيين والسوريين في عرض مسرحي لـ"رجال في الشمس"

استضاف مسرح المركز الثقافي في درعا عرضًا مسرحيًا أعاد إلى الأذهان رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، التي تعتبر من أهم الأعمال الأدبية الفلسطينية والعربية. كتبت الرواية عام 1962، وتحكي قصة ثلاثة رجال فلسطينيين يحاولون الفرار من ظروفهم الصعبة في مخيمات اللاجئين، بحثًا عن حياة أفضل في الكويت. تعكس قصة هؤلاء الرجال معاناة شعب بأكمله، وتحديات الهجرة والصراع من أجل البقاء. رحلتهم عبر الصحراء تجسد رحلة الموت والحياة، وتلامس ألم الهجرة والشتات.

المسرحية، التي قدمتها فرقة "حاتم علي" للفنون المسرحية في 22 تشرين الأول الماضي، لم تقتصر على تمثيل مأساة الفلسطينيين، بل عكست أيضًا معاناة السوريين خلال سنوات الثورة، محاولةً الإحاطة بآلام الشعوب المهاجرة والمنكوبة.

شخصيات تعكس الواقع المؤلم

تعرض المسرحية تفاصيل معاناة كل فرد يسعى للنجاة من الظلم. "محمود"، الشاب الفلسطيني الذي يرى في الهجرة خلاصًا من البؤس، و"أبو الخطيب"، المهرب الذي يقودهم عبر الصحراء بمخاوفه، و"أسعد"، الذي يمثل الطبقات البسيطة التي تراهن على الهجرة بحثًا عن الأمل. أما "أبو قيس" فهو الأب المسن الذي يقرر الهجرة لإنقاذ مستقبله وأولاده.

لا تقتصر الإثارة في "رجال في الشمس" على النص والممثلين، بل تميزت بتقنيات إضاءة لخلق جو من التوتر، واستخدام الخشبة الفارغة التي تمثل الصحراء. يعكس الإخراج المسرحي رؤية غسان كنفاني لمحنة الفلسطينيين، عبر توظيف الظلال لخلق أجواء من العزلة، وتقديم الواقع بأقسى صوره.

بحثًا عن الأمل في عالم مظلم

تؤكد المسرحية على معاناة الإنسان الفلسطيني، التي تتعدى فلسطين لتلامس معاناة الشعب السوري في ظل الثورة والحروب. يصور العرض الهجرة كخيار مرير للعيش الكريم، لكنه غالبًا ما يبوء بالفشل، حيث يكتشف الجميع أن البحث عن الأمل قد يؤدي إلى الهاوية. تفاعل الجمهور مع المسرحية، خاصةً في اللحظات التي سلطت الضوء على اليأس، مما أثار التعاطف مع الأحداث التي عكست الواقع المرير.

استمرار البحث عن الجمهور في درعا

المسرحية من بطولة محمد المومني ويوسف أبو حمد، وإخراج فراس المقبل، الذي أكد على أهمية المسرح في هذا الوقت، قائلاً: "نسعى من خلال العروض المسرحية في درعا إلى خلق جمهور متفاعل يهتم بالأعمال الفنية التي تقدم قضايا إنسانية حية". وأضاف أن العرض يهدف إلى إبراز الهموم الاجتماعية والسياسية التي يواجهها السوريون، باستخدام المسرح كأداة للتعبير عن معاناتهم.

مشاركة المقال: