الأربعاء, 7 مايو 2025 12:42 AM

دمشق تستضيف المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي: رؤى لتشكيل مستقبل الاقتصاد السوري

انطلاق فعاليات المؤتمر الإقليمي للذكاء الاصطناعي في دمشق

دمشق-سانا: بدأت اليوم فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال تحت شعار "الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الاقتصاد السوري"، بمشاركة نخبة من خبراء التكنولوجيا ورواد الأعمال من سوريا والمنطقة العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية. ويقام المؤتمر في فندق البوابات السبع بدمشق.

يهدف المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين بتنظيم من الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، إلى إبراز الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل الاقتصاد السوري، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في مختلف القطاعات. ويتضمن المؤتمر جلسات حوارية لمناقشة الرؤى والاستراتيجيات العربية لاستثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير الاقتصاد العربي ودوره في تعافي ونمو الاقتصاد السوري.

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، على دخول سوريا مرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح على جميع الشركاء في الداخل والخارج، مشيراً إلى أهمية أن تكون سوريا جسراً للتواصل بين الأصدقاء والحلفاء الراغبين في البناء. وأعلن الوزير عن قرب إطلاق مشروع إنشاء الشبكة الإقليمية للإنترنت بصيغة (PPT)، والتي ستربط شمال العالم بجنوبه وغربه بشرقه، وستمنح المنطقة بديلاً استراتيجياً للمسارات التقليدية، مع جعل سوريا مركزاً محورياً في هذا المسار الجديد لتخفيف الاختناقات التقنية.

أوضح هيكل أن المشروع سيتم تنفيذه بسواعد وطنية وخبرات سورية، وبالتعاون مع شركاء دوليين يتم اختيارهم بعناية لخدمة المصلحة الوطنية وتعزيز الثقة والشراكة مع العالم. وأشار إلى أن الإنسان هو أكبر فرصة استثمارية في المنطقة، ليس كمستهلك بل كشريك ومنتج، وأن الوزارة تهدف إلى تحقيق انتقال رقمي وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة من خلال تقديم خدمات حكومية وتطبيقات ذكية.

وشدد هيكل على أن المؤتمر يؤكد أن الإنترنت لم يعد ترفاً بل أساساً للتنمية ومحركاً للاقتصاد، مما يحمل الجميع مسؤولية العمل، واستعرض التحديات التي يمكن تجاوزها بالاعتماد على العقل السوري المبدع، الذي أثبت قدرته على تأسيس تجربة ناجحة في شمال غرب سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى إنجازات السوريين في الخارج.

من جانبه، أكد رئيس مجلس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، محمد فراس بكور، أن سوريا دخلت مرحلة التحول الرقمي، وأن الاتصال يمثل نقطة التقاء الفرص والتحديات، والطموح والتكنولوجيا، معلناً استعداد الاتحاد للتعاون مع الوزارة في تطوير الأدوات اللازمة لمعالجة العقبات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أشار نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، محمد سعيد مضوي، إلى تراجع مستويات التنمية البشرية عالمياً، وأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة للخروج من حالة الركود، مؤكداً على ضرورة بناء اقتصاد يتعامل فيه الناس مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه، ودمج الدور الفاعل للإنسان في دورة حياة الذكاء الاصطناعي، وتحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية المتطلبات الحالية.

أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، باسل الخشي، أن المؤتمر دليل على أن التكنولوجيا ليست رفاهية، مشيراً إلى التجارب الناجحة التي واجهت الكثير من التحديات. وكشف عن توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، لتحديد مسارات التعاون المستقبلية، بما في ذلك بناء كوادر عربية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات في مجالات الأمن السيبراني والبنى التحتية الذكية، ودعم مشاريع ريادة الأعمال والبحث العلمي، واستكمال إجراءات افتتاح المكتب الإقليمي للاتحاد ضمن مقر الجمعية.

مشاركة المقال: