دمشق-سانا: برحيل الروائي الإسباني البيروفي ماريو فارغاس يوسا، يطوي الأدب اللاتيني صفحة الجيل الذهبي. الكاتب الراحل، الذي لطالما عشق دمشق، اشتهر بمناهضته للديكتاتورية والاستبداد في بلاده والعالم.
عندما فاز يوسا بجائزة نوبل للآداب عام 2010، كأول أديب بيروفي يحقق هذا الإنجاز، أشادت لجنة التحكيم بأعماله التي "رسمت خرائط بنيوية لهياكل السلطة، وأظهرت صوراً درامية لمقاومة الفرد، وثورته، وهزيمته".
ينتمي يوسا، المولود في عائلة بيروفية من الطبقة المتوسطة، إلى جيل "الطفرة" الأدبية في أمريكا اللاتينية خلال الستينيات والسبعينيات، إلى جانب أسماء لامعة مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار.
أعماله
تنوعت أعمال يوسا بين الرواية والقصة، وتميزت ببنيتها السردية المعقدة وتناولها لقضايا الإنسان في مواجهة الأنظمة والواقع. من أبرز أعماله:
- "حفلة التيس": رواية سياسية تتناول شخصية الديكتاتور رافائيل تروخيو، حاكم جمهورية الدومينيكان الذي اغتيل عام 1961 بعد 31 عامًا من الحكم المستبد.
- "شيطنات الطفلة الخبيثة (2006)": رواية حب عابرة للزمان والمكان، ذات طابع فلسفي وعاطفي.
- "حرب نهاية العالم": ملحمة مستوحاة من التاريخ البرازيلي.
- "الرؤساء": مجموعة قصصية صادمة تتناول الاستبداد والطغيان في مجتمع افتراضي.
- بالإضافة إلى روايات أخرى مثل: "زمن عصيب"، "دفاتر دون ريغوبيرتو"، "من قتل بالومينو موليرو؟"، "رسائل إلى روائي شاب"، "الجراء"، "البيت الأخضر" وغيرها.
أبرز من ترجم أعمال يوسا إلى العربية
تعرف القارئ العربي على يوسا بفضل جهود مترجمين بارزين، منهم:
- صالح علماني: يُعد من أبرز من نقل روائع الأدب اللاتيني إلى العربية، وترجم ليوسا أعمالاً مثل "رسائل إلى روائي شاب"، و"حفلة التيس"، و"دفاتر دون ريغوبرتو"، و"في امتداح الخالة"، و"من قتل بالومينو موليرو"، و"شيطنات الطفلة الخبيثة".
- مارك جمال: ترجم روايات "زمن عصيب" و"الخالة خوليا" و"كاتب السيناريو" و "خمس زوايا".
مقتطفات من أقوال يوسا
في محاضرته بمناسبة حصوله على جائزة نوبل، تحت عنوان "في مديح القراءة والخيال"، قال يوسا: "القراءة، كحال الكتابة، هي احتجاج على نواقص الحياة. حين نبحث في الخيال عمّا تفتقده الحياة، فإننا نقول، من دون أن نُفصح أو حتى نُدرك، إن الحياة بصورتها الحالية لا تُرضي عطشنا للمطلق — ذلك العطش الذي هو جوهر الحالة الإنسانية — وإنها يجب أن تكون أفضل".
إرث خالد
لم يكن فارغاس يوسا مجرد روائي، بل مثقفًا من طراز خاص، ناضل من أجل حرية وحقوق الإنسان بالكلمة، وآمن بقوة الأدب كسد منيع في وجه الأحكام المسبقة والعنصرية والقومية المتعصبة. لقد جعل من قلمه سلاحًا للدفاع عن الكلمة الحرة، واتخذ من الأدب نوعًا من المقاومة ضد السلطة والظلم والنسيان.